أعمال الليلة
السادسة عشر
1- دعاء اللّيلة السادسة عشر:
اللَّهُمَّ سُبْحانَكَ لا إِلهَ إِلا أَنْتَ، تُعْبَدُ بِتَوْفِيقِكَ، وَتُجْحَدُ بِخِذْلانِكَ، أَرَيْتَ عِبَرَكَ وَظَهَرَتْ غِيَرُكَ، وَبَقِيَتْ آثارُ الْماضِينَ عِظَةً لِلْباقِينَ، وَالشَّهَواتُ غالِبَةٌ، وَاللَّذَّاتُ مُجاذِبَةٌ، نَعْتَرِضُ أَمْرَكَ وَنَهْيَكَ بِسُوءِ الاخْتِيارِ، وَالْعَمى عَنِ الاسْتِبْصارِ، وَنَمِيلُ عَنِ الرَّشادِ، وَنُنافِرُ طُرُقَ السَّدادِ.
فَلَوْ عَجَّلْتَ لانْتَقَمْتَ، وَما ظَلَمْتَ، لكِنَّكَ تُمْهِلُ عَوْدا عَلى يَدِكَ بِالاحْسانِ، وَتُنْظِرُ تَغَمُّدا لِلرَّأْفَةِ وَالامْتِنانِ.
فَكَمْ مِمَّنْ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ وَمَكَّنْتَهُ أَنْ يَتُوبَ كُفْرَ الْحُوبِ، وَارْشَدْتَهُ الطَّرِيقَ بَعْدَ أَنْ تَوَغَّلَ فِي الْمَضِيقِ، فَكانَ ضالا لَوْ لا هِدايَتُكَ، وَطائِحا حَتّى تَخَلَّصَتْهُ دَلائِلُكَ، وَكَمْ مِمَّنْ وَسَّعْتَ لَهُ فَطَغى، وَراخَيْتَ لَهُ فَاسْتَشْرى، فَأَخَذْتَهُ أَخْذَةَ الانْتِقامِ، وَجَذَذْتَهُ جُذاذَ الصِّرامِ.
اللَّهُمَّ فَاجْعَلْنِي فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ مِمَّنْ رَضِيتَ عَمَلَهُ، وَغَفَرْتَ زَلَلَهُ، وَرحِمْتَ غَفْلَتَهُ، وَاخَذْتَ إِلى طاعَتِكَ ناصِيَتَهُ، وَجَعَلْتَ إِلى جَنَّتِكَ أَوْبَتَهُ، وَالى جِوارِكَ رَجْعَتَهُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ وَسَلَّمَ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ1.
2- دعاء آخر في هذه اللّيلة:
اللَّهُمَّ أَنْتَ إِلهِي، وَلِيَ إِلَيْكَ حاجَةٌ وَبِيَ إِلَيْكَ فاقَةٌ، وَلا أَجِدُ إِلَيْكَ شافِعا وَلا مُتَقَرِّبا أَوْجَهَ فِي نَفْسِي، وَلا أَعْظَمَ رَجاءً عِنْدِي مِنْكَ، وَقَدْ نَصَبْتُ يَدِي إِلَيْكَ فِي تَعْظِيمِ ذِكْرِكَ وَتَفْخِيمِ أَسْمائِكَ.
وَانِّي اقَدِّمُ إِلَيْكَ بَيْنَ يَدَيْ حَوائِجِي بَعْدَ ذِكْرِي نَعْماكَ عَلَيَّ بِإقْرارِي لَكَ، وَمَدْحِي إِيَّاكَ، وَثَنائِي عَلَيْكَ، وَتَقْدِيسِي مَجْدَكَ، وَتَسْبِيحِي قُدْسَكَ.
الْحَمْدُ لَكَ بِما أَوْجَبْتَ عَلَيَّ مِنْ شُكْرِكَ، وَعَرَّفْتَنِي مِنْ نَعْمائِكَ، وَالْبَسْتَنِي مِنْ عافِيَتِكَ، وَافْضَلْتَ عَلَيَّ مِنْ جَزِيلِ عَطِيَّتِكَ.
فَإِنَّكَ قُلْتَ سَيِّدِي: "لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ" 14: 7، وَقَوْلُكَ صِدْقٌ وَوَعْدُكَ حَقٌّ، وَقُلْتَ سَيِّدِي: " وَأنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها" 16: 18، وَقُلْتَ: "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعا وَخُفْيَةً" 7: 55، وَقُلْتَ: "ادْعُوهُ خَوْفا وَطَمَعا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ" 7: 56.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ قَلِيلا مِنْ كَثِيرٍ مَعَ حاجَةٍ بِي إِلَيْهِ عَظِيمَةٌ، وَغِناكَ عَنْهُ قَدِيمٌ، وَهُوَ عِنْدِي كَثِيرٌ، وَهُوَعَلَيْكَ سَهْلٌ يَسِيرٌ.
اللَّهُمَّ إِنَّ عَفْوَكَ عَنْ ذَنْبِي، وَتَجاوُزَكَ عَنْ خَطِيئَتِي، وَصَفْحَكَ عَنْ ظُلْمِي، وَسِتْرَكَ عَلى قَبِيحِ عَمَلِي، وَحِلْمَكَ عَنْ كَثِيرِ جُرْمِي، عِنْدَ ما كانَ مِنْ خَطَأي وَعَمْدِي، أَطْمَعَنِي فِي أَنْ أَسْأَلُكَ ما لا أَسْتَوْجِبُهُ مِنْكَ.
فَصِرْتُ أَدْعُوكَ آمِنا وَاسْأَلُكَ مُسْتَأْنِسا، لا خائِفا وَلا وَجِلا، مُدِلا عَلَيْكَ فِيما قَصَدْتُ فِيهِ إِلَيْكَ، فَانْ أَبْطَأَ عَنِّي عَتَبْتُ بِجَهْلِي عَلَيْكَ، وَلَعَلَّ الَّذِي أَبْطَأَ عَنِّي هُوَخَيْرٌ لِي، لِعِلْمِكَ بِعاقِبَةِ الامُورِ.
فَلَمْ أَرَ مَوْلىً كَرِيما أَصْبَرَ عَلى عَبْدٍ لَئِيمٍ مِنْكَ عَلَيَّ، يا رَبِّ إِنَّكَ تَدْعُونِي فَاوَلِّي عَنْكَ، وَتَتَحَبَّبُ إِلَيَّ فَأَتَبَغَّضُ إِلَيْكَ، وَتَتَوَدَّدُ إِلَيَّ فَلا أَقْبَلُ مِنْكَ، كَأَنَّ لِيَ التَّطَوُّلَ عَلَيْكَ.
ثُمَّ لا يَمْنَعْكَ ذلِكَ مِنَ الرَّحْمَةِ بِي وَالاحْسانِ إِلَيَّ، وَالتَّفَضُّلِ عَلَيَّ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ، وَارْحَمْ عَبْدَكَ الْجاهِلَ، وَعُدْ عَلَيْهِ بِفَضْلِ إِحْسانِكَ وَجُودِكَ، إِنَّكَ جَوادٌ كَرِيمٌ.2
3- دعاء آخر في هذه اللّيلة، مرويّ عن النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله:
يا اللَّهُ يا اللَّهُ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ، يا رَحْمنُ يا رَحْمنُ، يا رَحْمنُ يا رَحْمنُ، يا رَحْمنُ يا رَحْمنُ، يا رَحْمنُ يا رَحْمنُ، يا رَحِيمُ يا رَحِيمُ، يا رَحِيمُ يا رَحِيمُ، يا رَحِيمُ يا رَحِيمُ، يا رَحِيمُ يا رَحِيمُ، يا غَفُورُ يا غَفُورُ، يا غَفُورُ يا غَفُورُ، يا غَفُورُ يا غَفُورُ، يا غَفُورُ يا غَفُورُ، يا رَؤُفُ يا رَؤُفُ، يا رَؤُفُ يا رَؤُفُ، يا رَؤُفُ يا رَؤُفُ، يا رَؤُفُ يا رَؤُفُ.
يا حَنَّانُ يا حَنَّانُ، يا حَنَّانُ يا حَنَّانُ، يا حَنَّانُ يا حَنَّانُ، يا حَنَّانُ يا حَنَّانُ، يا عَلِيُّ يا عَلِيُّ، يا عَلِيُّ يا عَلِيُّ، يا عَلِيُّ يا عَلِيُّ، يا عَلِيُّ يا عَلِيُّ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَالِهِ إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.3
1- الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرة في السنة ج: 1 ص: 300
2- الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرة في السنة ج: 1 ص: 301
3- الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرة في السنة ج: 1 ص: 301
|