الدعاء بعد الفراغ من صلاة العيد
"اللهم أني سألتك أن ترزقني صيام شهر رمضان، وأن تحسن معونتي عليه، وأن تبلغني استتمامه وفطره، وأن تمن علي في ذلك بعبادتك، وحسن معونتك، وتسهيل أسباب توفيقك وأحسنت معونتي عليه، وفعلت ذلك بي، وعرفتني حسن صنيعك، وكريم إجابتك، فلك الحمد على ما رزقتني من ذلك، وعلى ما أعطيتني منه. اللهم وهذا يوم عظمت قدره، وكرمت حاله، وشرفت حرمته، وجعلته، عيدا للمسلمين، وأمرت عبادك أن يبرزوا لك فيه، لتوفى كل نفس ما عملت وثواب ما قدمت، ولتفضل على أهل النقص في العبادة، والتقصير في الاجتهاد في أداء الفريضة مما لا يملكه غيرك، ولا يقدر عليه سواك. اللهم وقد وافاك في هذا اليوم في هذا المقام، من عمل لك عملا، قل ذلك العمل أو كثر، كلهم يطلب أجر ما عمل، ويسأل الزيادة من فضلك في ثواب صومه لك وعبادته إياك، على حسب ما قلت:
﴿يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾. اللهم وأنا عبدك العارف بما ألزمتني، والمقر بما أمرتني، المعترف بنقص عملي والتقصير في اجتهادي، والمخل بفرضك علي، والتارك لما ضمنت لك على نفسي. اللهم وقد صمت، فشبت صومي لك في أحوال الخطاء والعمد، والنسيان والذكر، والحفظ، بأشياء نطق بها لساني، أو رأتها عيني وهوتها نفسي، أو مال إليها هواي وأحبها قلبي، أو اشتهتها روحي، أو بسطت إليها يدي، أو سعيت إليها برجلي، من حلالك المباح بأمرك، إلى حرامك المحظور بنهيك. اللهم وكل ما كان مني محصى علي غير مخل بقليل ولا كثير، ولا صغير ولا كبير، اللهم وقد برزت إليك وخلوت لك، لأعترف لك بنقصي عملي، وتقصيري فيما يلزمني، وأسألك العود علي بالمغفرة والعائدة الحسنة علي، بأحسن رجائي وأفضل أملي وأكمل طمعي في رضوانك.
اللهم فصل على محمد وآل محمد واغفر لي كل نقص، وكل تقصير، وكل إساءة، وكل تفريط، وكل جهل، وكل عمد، وكل خطاء دخل علي، في شهري هذا، وفي صومي له، وفي فرضك علي، وهبة لي، وتصدق به علي، وتجاوز لي عنه. يا غاية كل رغبة، ويا منتهى كل مسألة، واقلبني من وجهي هذا، وقد عظمت فيه جائزتي، وأجزلت فيه عطيتي وكرمت فيه حبائي وتفضلت علي، بأفضل من رغبتي وأعظم من مسألتي يا إلهي. يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله، ليس كمثلك شيء، صل على محمد وآل محمد، واغفر لي ذنوبي، العمد منها والخطأ، في هذا اليوم، وفي هذه الساعة. يا رب كل شيء ووليه، افعل ذلك بي، وتب بمنك وفضلك ورأفتك ورحمتك علي، توبة نصوحا لا أشقى بعدها أبدا. يا الله يا الله، يا الله يا الله، يا الله يا الله يا الله، لك الأمثال العليا والأسماء الحسنى، أعوذ بك من الشك بعد اليقين، ومن الكفر بعد الإيمان. يا إلهي اغفر لي، يا إلهي تفضّل علي، ويا إلهي تبّ علي، يا إلهي ارحمني، يا إلهي ارحم فقري، يا إلهي ارحم ذلي، يا إلهي ارحم مسكنتي، يا إلهي ارحم عبرتي، يا إلهي لا تخيبني وأنا أدعوك، ولا تعذبني وأنا أستغفرك. اللهم إنك قلت لنبيك عليه وآله السلام:
﴿وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾، أستغفرك يا رب وأتوب إليك، أستغفر الله أستغفر الله من جميع ذنوبي كلها، ما تعمدت منها وما أخطأت، وما حفظت وما نسيت. اللهم إنك قلت لنبيك عليه وآله الصلاة والسلام:
﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون﴾، اللهم إني أدعوك كما أمرتني، فاستجب لي كما وعدتني، أنك لا تخلف الميعاد.
اللهم صل على محمد وآل محمد الأوصياء المرضيين، بأفضل صلواتك، وبارك عليهم بأفضل بركاتك، وأدخلني في كل خير أدخلتهم فيه، وأخرجني من كل سوء أخرجتهم منه، في الدنيا والآخرة، يا أرحم الراحمين. اللهم صل على محمد وآل محمد واعتق رقبتي من النار، عتقا بتلاً لا رق بعده أبدا، ولا حرق بالنار، ولا ذل، ولا وحشة، ولا رعب ولا روعة ولا فزعة ولا رهبة بالنار، ومُنَّ علي بالجنة بأفضل حظوظ أهلها، وأشرف كراماتهم، وأجزل عطائك لهم، وأفضل جوائزك إياهم، وخير حبائك لهم. اللهم صل على محمد وآل محمد واقلبني من مجلسي هذا، ومن مخرجي هذا، ولا تبق لي فيما بيني وبين أحد من خلقك، ذنبا إلا غفرته، ولا خطيئة إلا محوتها، ولا عثرة إلا أقلتها، ولا فاضحة إلا صفحت عنها، ولا جريرة إلا خلصت منه، ولا سيئة إلا وهبتها لي، ولا كربة إلا وقد خلصتني منها، ولا دينا إلا قضيته، ولا عائلة إلا أغنيتها، ولا فاقة إلا سددتها، ولا عريا إلا كسوته.
ولا مريضا إلا شفيته، ولا سقيما إلا داويته، ولا هما إلا فرجته، ولا غما إلا أذهبته، ولا خوفا إلا آمنته، ولا عسرا إلا يسرته، ولا ضعفا إلا قويته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها، على أفضل الأمل وأحسن الرجاء وأكمل الطمع، أنك على كل شيء قدير. اللهم إنك أمرتني بالدعاء، ودللتني عليه، فسألتك، ووعدتني الإجابة، فتنجزت بوعدك، وأنت الصادق القول الوفي العهد، اللهم وقد قلت: ادعوني أستجب لكم، وقلت: واسألوا الله من فضله، وقلت: وعد الصدق الذي كانوا يوعدون. اللهم وأنا أدعوك كما أمرتني متنجزا لوعدك، فصل على محمد وآل محمد وأعطني كل ما وعدتني، وكل أمنيتي، وكل سؤلي، وكل همي، وكل تهمتي، وكل هواي، وكل محبتي، واجعل ذلك كله سائحا في جلالك، ثابتا في طاعتك، مترددا في مرضاتك، متصرفا فيما دعوت إليه، غير مصروف منه، قليلا ولا كثيرا، في شيء من معاصيك، ولا في مخالفة لأمرك، إله الحق رب العالمين. اللهم وكما وفقتني لدعائك، فصل على محمد وآل محمد، ووفق لي إجابتك إنك على كل شيء قدير. اللهم من تهيأ، أو تعبأ، أو أعد، أو استعد، لوفادة إلى مخلوق، رجاء رفده وجوائزه ونوافله، وفضائله وعطاياه، فإليك يا سيدي كانت تهيئتي وتعبئتي، وإعدادي، واستعدادي، رجاء رفدك وجوائزك وفواضلك، ونوافلك وعطاياك. وقد غدوت إلى عيد من أعياد أمة نبيك محمد عليه السلام، ولم آتك اليوم بعمل صالح أثق به قدمته، ولا توجهت بمخلوق رجوته. ولكني أتيتك خاضعا مقرا بذنوبي، وإساءتي إلى نفسي، ولا حجة لي ولا عذر لي، أتيتك أرجو عظيم عفوك الذي عفوك به عن الخاطئين، وأنت الذي غفرت لهم عظيم جرمهم، ولم يمنعك طول عكوفهم على عظيم جرمهم، أن عدت عليهم بالرحمة فيا من رحمته واسعة، وفضله عظيم. يا عظيم يا عظيم يا عظيم، يا كريم يا كريم يا كريم، صل على محمد وآل محمد، وعد علي برحمتك، وامنن علي بعفوك وعافيتك، وتعطف علي بفضلك، وأوسع علي رزقك.
يا رب! إنه ليس يرد غضبك إلا حلمك، ولا يرد سخطك إلا عفوك، ولا يجير من عقابك إلا رحمتك، ولا ينجيني منك إلا التضرع إليك، فصل، على محمد وآل محمد وهب لي يا إلهي فرجا بالقدرة التي بها تحيي أموات العباد، وبها تنشر ميت البلاد. ولا تهلكني يا إلهي غما حتى تستجيب لي، وتعرفني الإجابة في دعائي، وأذقني طعم العافية إلى منتهى أجلي، ولا تشمت بي عدوي، ولا تسلطه علي، ولا تمكنه من عنقي. يا رب! إن رفعتني فمن ذا الذي يضعني، وإن وضعتني فمن ذا الذي يرفعني، ومن ذا الذي يرحمني إن عذبتني، ومن ذا الذي يعذبني إن رحمتني، ومن ذا الذي يكرمني إن أهنتني، ومن ذا الذي يهينني إن أكرمتني، وإن أهلكتني فمن ذا الذي يعرض لك في عبدك أو يسألك عن أمره. وقد علمت يا إلهي إنه ليس في حكمك جور ولا ظلم، ولا في عقوبتك عجلة، وإنما يعجل من يخاف الفوت. وإنما يحتاج إلى الظلم الضعيف، وقد تعاليت عن ذلك سيدي علوا كبيرا. اللهم فصل على محمد وآل محمد، ولا تجعلني للبلاء غرضا، ولا لنقمتك نصبا، ومهلني ونفسني، وأقلني عثرتي، وارحم تضرعي، ولا تتبعني ببلاء على أثر بلاء، فقد ترى ضعفي وقلة حيلتي وتضرعي إليك. أعوذ بك اللهم اليوم من غضبك، فصل على محمد وآله وأعذني، وأستجير بك من سخطك فصل على محمد وآل محمد وأجرني، وأسترحمك فصل على محمد وآله وارحمني، وأستهديك فصل على محمد وآل محمد واهدني، وأستنصرك فصل على محمد وآل محمد وانصرني، وأستكفيك فصل على محمد وآل محمد واكفني. وأسترزقك فصل على محمد وآل محمد وارزقني، وأستعصمك فيما بقي من عمري، فصل على محمد وآل محمد واعصمني، وأستغفرك لما سلف من ذنوبي فصل على محمد وآل محمد واغفر لي، فإني لن أعود لشيء كرهته إن شئت ذلك.
يا رب يا حنان يا منان، يا ذا الجلال والإكرام صل على محمد وآل محمد واستجب لي جميع ما سألتك، وطلبته منك، ورغبت فيه إليك، وأرده وقدره، واقضه وامضه، وخِر لي فيما تقضي منه، وتفضل علي به، وأسعدني بما تعطيني منه، وزدني من فضلك وسعة ما عندك، فأنك واسع كريم، وصل ذلك كله بخير الآخرة ونعيمها، يا أرحم الراحمين، إله الحق رب العالمين. اللهم صل على محمد وآل محمد، وافتح لهم فتحا يسيرا، واجعل لهم من لدنك سلطانا نصيرا، اللهم أظهر بهم دينك وسنة نبيك عليه وآله السلام، حتى لا يستخفي بشيء من الحق مخافة أحد من الخلق. اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة، تعزُّ بها الإسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك، والقادة إلى سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة. اللهم ما أنكرنا من الحق فعرفناه، وما قصرنا عنه فبلغناه، اللهم واستجب لنا، واجعلنا ممن يتذكر فتنفعه الذكرى. اللهم وقد غدوت إلى عيد من أعياد امة محمد صلى الله عليه وآله، ولم أثق بغيرك، ولم آتك بعمل صالح أثق به، ولا توجهت بمخلوق رجوته، اللهم بارك لنا في عيدنا هذا كما هديتنا له ورزقتنا، وأعنا عليه، اللهم تقبل منا ما أديت عنا فيه من حق، وما قضيت عنا فيه من فريضة، وما اتبعنا فيه من سنة، وما تنفلنا فيه من نافلة، وما أذنت لنا فيه من تطوع، وما تقربنا إليك من نسك، وما استعملنا فيه من الطاعة، وما رزقتنا فيه من العافية، والعبادة، اللهم تقبل منا ذلك كله زاكيا وافيا، يا أرحم الراحمين. اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، ولا تذلنا بعد إذ أعززتنا، ولا تضلنا بعد إذ وفقتنا، ولا تهنا بعد إذ أكرمتنا، ولا تفقرنا بعد إذ أغنيتنا، ولا تمنعنا بعد إذ أعطيتنا، ولا تحرمنا بعد إذ رزقتنا، ولا تغير شيئا من نعمك علينا، ولا إحسانك إلينا لشيء كان منا، ولا لما هو كائن. فإن في كرمك وعفوك وفضلك سعة لمغفرة ذنوبنا برحمتك، فأعتق رقابنا من النار، بلا إله إلا أنت، يا لا إله إلا أنت.
أسألك بوجهك الكريم، أن كنت رضيت عني في هذا الشهر أن تزداد عني رضا لا سخط بعده أبدا علي، وأن كنت لم ترض عني، وأعوذ بك من ذلك، فمن الآن فارض عني رضا لا سخط بعده علي أبدا، وارحمني رحمة لا تعذبني بعدها أبدا، وأسعدني سعادة لا أشقى بعدها أبدا، واغنني غنى لا فقر بعده أبدا، واجعل أفضل جائزتك لي اليوم فكاك رقبتي من النار. وأعطني من الجنة ما أنت أهله، وأن كنت بلغتنا ليلة القدر، وإلا فأخر آجالنا إلى قابل حتى تبلغناه في يسر منك وعافية، يا أرحم الراحمين، ولا تجعله آخر العهد منا بشهر رمضان، وأعط جميع المؤمنين والمؤمنات ما سألتك لنفسي، برحمتك يا أرحم الراحمين، ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله، حسبنا الله ونعم الوكيل، وصلى الله على خير خلقه محمد وآله وسلم تسليما. اللهم إنك ترى ولا ترى، وأنت بالمنظر الأعلى، فالق الحب والنوى، تعلم السر وأخفى، فلك الحمد يا رب العالمين، ولك الحمد في أعلا عليين، ولك الحمد في الظلمات والنور، ولك الحمد في الظل والحرور، ولك الحمد في الغدو والآصال، ولك الحمد في الأزمان والأحوال، ولك الحمد في قعر أرضك، ولك الحمد على كل حال. إلهي صلينا خمسنا، وحصَّنَّا فروجنا، وصمنا شهرنا، وأطعناك ربنا، وأدينا زكاة رؤوسنا طيبة بها نفوسنا، وخرجنا إليك لأخذ جوائزنا. فصل على محمد وآل محمد، ولا تخيبنا، وامنن علينا بالتوبة والمغفرة، ولا تردنا على عقبنا، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، ولا تجعله آخر العهد منا، وارزقنا صيامه وقيامه أبدا ما أبقيتنا. وامنن علينا بالجنة، ونجنا من النار، وزوجنا من الحور العين، آمين رب العالمين، أنك على كل شيء قدير، وصلى الله على خيرته من خلقه، محمد النبي وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما".
|