|
|
شهر رمضان المبارك
للمرحوم الميرزا جواد آغا الملكي رضي الله عنه، في كتابه الشريف المراقبات"
جملة حول ساعة ليلة القدر دوّنتها بنفسي ـ وبالطبع، إنّ هذا ينسحب على جميع الأوقات لكنّه ذكر هذا الأمر في هذه المناسبة ـ
"فاعلم يقيناً، أنّك إن غفلت عن مثل هذه الكرامة وضيّعتها بإهمالك، ورأيت يوم القيامة ما نال منها المجتهدون"، أي إنّ يوم القيامة عندما تحضر أعمال البشر وتكون الصور الملكوتية لأعمالنا حاضرةً هناك، أنتم عندما تنظرون سترون أنّ هذا العمل الذي كنتم تستطيعون إنجازه ولم تفعلوا، وهذه الكلمةالتي كان يمكنكم أن تتفوّهوا بها لصالح الناس ولم تفعلوا، وهذه الخطوة التي كان يمكنكم أن تخطوها لينتفع بها شخص مستحق ولم تفعلوا، وكيف أنّ شخصاً آخر أو مجموعة قد جدّوا واجتهدوا وقاموا بهذا العمل، وما نالوه من عظيم الثواب من الله تعالى في ذلك اليوم، ونحن حُرمنا منه في ذلك اليوم، فعندما يشاهد المرء أنّ شخصاً آخر قد قام بهذا العمل الصالح أو هذه الخطوة أو ذاك العمل العباديّ وما نال من عظيم الثواب، في ذلك اليوم الذي يكون الكل محتاجين فيه، سيقول، "ابتليت بحسرة يوم الحسرة". فأية حسرة هذه! هو تمنّى لو أنّه قام بهذا العمل، وخطا تلك الخطوة وذكر تلك الكلمة، أو أنه لم يتفوّه بتلك الكلمة. ثم يقول بعدها إنّ حسرة "يوم الحسرة"، ليست مثل أيّة حسرة أخرى. هناك أعمالٌ في هذه الدنيا، لو قام بها الإنسان تترتّب عليها نتائج ما (ثمرات طيبة)، وإذا لم يقم بها، فإنّه سيتحسّر بعدها ويندم. ولكن أين هذا من ذاك؟ يقول الميرزا: "التي تصغر عندها نار الجحيم والعذاب الأليم"، وبعبارةٍ أخرى تكون تلك الحسرة مثل المعدن المصهور الذي يُصبّ في باطن الإنسان. "فتنادي في ذلك اليوم مع الخاسرين النادمين يا حسرتي على ما فرّطت في جنب الله"، ثم يقول: "ولا ينفعك الندم".
|
|
|