الصفحة الرئيسة سجل الزوار تواصل معنا

المقالات

في رحاب الشهر
في رحاب الدعاء
أعمال الليالي
أعمال الأيام
حدائق الأيام الرمضانية
شهر رمضان برنامج رسالي
فقه الصوم
ليالي القدر
يوم القدس العالمي
عيد الفطر

المكتبة

الأعمال والمناسك
الأربعون حديثاً
الآداب والسنن
الفقه الموضوعي
زاد المبلغ
الفكر والنهج الخميني
متفرقات

المكتبة الصوتية

أدعية شهر رمضان
أدعية أيام شهر رمضان
الأناشيد
الأمسيات القرآنية
ترتيل القرآن

المكتبة الفنية

لوحات فنية
مخطوطات
عيد الفطر
   
   

 

الحديقة الثانية عشر

وفيها
* وحج بيتك الحرام
* حقيقة الحج
* الضيافة الأخص
* في الروايات
* دعاء اليوم الثاني عشر
* صلاة الليلة الثالثة عشر
* صلاة الليالي البيض


* وحج بيتك الحرام
من المضامين التي تتكرر في أدعية شهر رمضان المبارك طلب التوفيق لحج بيت الله الحرام.

وهذه بعض النماذج:
1- نجد مثلاً في دعاء ملحق بدعاء الإفتتاح:أللهم إني أسألك أن تجعل في ما تقضي وتقدّر من الأمر المحتوم في الأمر الحكيم من القضاء الذي لا يُردّ ولا يبدّل أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام المبرور حجهم المشكور سعيهم المغفور ذنوبهم المكَفَّر عنهم سيئاتهم.

2- ونجد في دعاء آخر: أللهم إني بك ومنك أطلب حاجتي ومن طلب حاجة من الناس فإني لا أطلب حاجتي إلا منك وحدك لا شريك لك وأسألك بفضلك ورضوانك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل لي في عامي هذا إلى بيتك الحرام سبيلاً، حجة مبرورة متقبّلة زاكية خالصة لك تقرّ بها عيني وترفع بها درجتي.

3- كذلك نجد في دعاء آخر "أللهم ارزقني حج بيتك الحرام في عامي هذا وفي كل عام ما أبقيتني في يسر منك وعافية وسعة رزق ولا تُخْلِني من تلك المواقف الكريمة والمشاهد الشريفة" إلى آخر ما في الدعاء وفيه مزيد من التأكيد على حج بيت الله الحرام.
4- ويضاف إلى ماتقدم جميع ما ورد في الروايات من أن وفد الله عز وجل يُكتب في ليلة القدر أي تتحدد أسماء الذين يفدون على بيت الله عز وجل، في ليلة القدر.

* حقيقة الحج
و تكشف هذه المضامين جميعها عن أهمية خاصة للحج وأن موقعه من منظومة الرؤية التوحيدية للكون في البعدين النظري والعملي أكبر بكثير مما هو السائد بيننا، وهو مايلح بوقفة على أعتاب الحج بهدف إعادة النظر وتصويب النظرة والتعامل.

يمثل الحج في الحقيقة دورة تدريبية في المجالات التالية:
1- تجذير التوحيد وتعزيزه في نفس الحاج. وتصب في هذا الهدف كل مناسك الحج، ومنها مايأتي ذكره، لتكون النتيجة أن الهدف المركزي للحج هو هذا الهدف بالذات.

2- الإرتباط برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام من خلال زيارة قبر المصطفى الحبيب صلى الله عليه وآله وتجديد البيعة معه، وإعلان اتباعه كما أمر من خلال طاعة أهل بيته الأطهار صلوات الله وسلامه عليه وعليهم.

3- كذلك نجد أن العلاقة بين الحج والمعاد حاضرة بقوةً، فمنظر الحجاج بثياب الإحرام يذكر تلقائياً بتلك الصورة التي يختزنها المسلم في ذهنه عن يوم المحشر، وكما ينفصل الراحل إلى المعاد عن كل شيء، يترك الحاج الدنيا وما فيها ويتوجه إلى الله عز وجل، وكما هي أرض المحشر ساحة الطاعة بلامعصية، فإن الحاج يلتزم بأوامر الله تعالى دون أي تردد. يؤمر فيطيع.هنا ينبغي أن تُحرم وهنا تلبي. لا يجوز أن تستظل. هنا جاء دور الطواف وهنا السعي. وهكذا.
يرى نفسه ممتثلاً لأوامر الرحمن وقد ترك كل ما يربطه بالدنيا حتى ثيابه التي اعتاد عليها وهو يقول لبيك اللهم لبيك، ولعل القلب يردد: ﴿يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (طه 108)

4- والحج دورة تدريبية على الولاء لله عز وجل، ورفض الشرك وازدواجية الولاء، فهو تعبير عن رفض الشيطان ومعسكر الشيطان، ومغادرة اتباع خطوات الشيطان إلى حد رجمه، والخضوع المطلق للرحمن.

ولعل مما يسهم كثيراً في رسم ملامح الصورة السائدة بيننا للحج والتي تتناقض مع هذه المعاني العظيمة والواضحة، هو أننا في الغالب على الأقل نحج ولا تظهر فينا آثار إدراك هذه الحقائق والتفاعل معها، فنكوِّن عن الحج تصوراً لاينسجم معه من قريب ولا بعيد.
والفرق كبيرجداً بين الحج المقبول وغير المقبول، والحجُّ القيمة الهامة والأساسية، هو الحج المقبول فلذلك نجد التأكيد واضحاً في الأدعية على حقيقة "أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام المبرور حجهم المشكور سعيهم المغفور ذنوبهم المكفّر عن سيئاتهم".
وطيلة شهر رمضان المبارك يرافقنا الدعاء الدائم الحضور ليوفقنا الله تعالى لنكون من الوافدين عليه المقبولين لديه، وفي ليلة القدر يبرز الدعاء إلى الله تعالى ليكتبنا في هذه الليلة في عداد الوافدين عليه المبرور حجهم.

* الضيافة الأخص
ويطرح ذلك سؤالاً وجيهاً عن مدى كون شهر رمضان موسم إعداد لموسم الحج، وضيافة خاصة يتم من خلالها توجيه الدعوة إلى ضيافة أخص.
إن الروايات التي تتحدث عن أن وفد الله عز وجل يُحدد، وتكتب أسماءأعضاء هذا الوفد في ليلة القدر، تدلنا بوضوح على ماتقدم.

وليس معنى هذا أن كل من يذهب إلى مكة في موسم الحج يقبل عمله، فإن تحديد المقبولين يتم في نفس الوقت الذي تسجل فيه الأسماء بما لاينافي العدل واستناداً إلى علم من هو بكل شيء عليم، ولذلك فقد يكتب في عداد وفد الحج من يخرج من الشهر دون فائدة تذكر، ثم يتوب توبة صادقة فترفعه حركة قلبه إلى طلائع الوافدين.ثم إن من يحج ولايقبل حجه قد يكون ذلك المرحلة الأولى الضرورية له ليقبل في موسم حج آخر.

والفائدة العملية الجوهرية مما سبق هي أن يدرك القلب من أول ليلة من رجب أننا أمام تهيئة للضيافة الإلهية الأخص في الحرم الإلهي ومركزِه: البيت الحرام، وأن أعمال رجب وشعبان وشهر رمضان خطوات جادة في هذا الطريق.

* في الروايات
1- ورد أن إبراهيم على نبينا وآله وعليه السلام، أذّن في الناس بالحج فقال أيها الناس إني إبراهيم خليل الله إن الله أمركم أن تحجوا البيت فحِجّوه فأجابه من يحج إلى يوم القيامة وكان أول من أجابه أهل اليمن.

2- عن الإمام الصادق عليه السلام: ".. وهذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعته في إتيانه فحثّهم على تعظيمه وزيارته وقد جعله محل الأنبياء وقبلة للمصلين له فهو شعبة من رضوانه وطريق تؤدي إلى غفرانه منصوب على استواء الكمال ومجتمع العظمة والجلال.

3- عن الإمام الرضا عليه السلام: علة الحج الوفادة إلى الله عز وجل وطلب الزيادة والخروج من كل ما اقترف وليكون تائباً مما مضى مستأنفاً لما يستقبل وما فيه من استخراج الأموال وتعب الأبدان وحظرها عن اللذات والشهوات، ومنفعة من في شرق الأرض وغربها، ومن في البر والبحر، ممن يحج وممن لا يحج، من تاجر وجالب وبائع ومشتر وكاسب ومسكين، وقضاء حوائج أهل الأطراف والمواضع الممكن لهم الإجتماع فيها كذلك ليشهدوا منافع لهم.

إن كل صائم، بل و كل مسلم مدعو إلى أن يطلب من الله تعالى أن يوفقه لحج بيته الحرام، و يتأكد هذا المعنى عندما نتأمل الروايات ونجد الفضل الكبير والثواب الجزيل للحجاج، إلا أن هناك لبعض الأعزاء خصوصية في هذا المجال، ولأجلهم كان هذا الحديث في الواقع، وأقصد الأخوة والأخوات الذين استطاعوا الحج فوجب عليهم إلا أنهم لم يحجّوا، وكثير من هؤلاء الأعزاء يصومون ويصلّون ويخافون الله عز وجل إلا أنهم يقعون في التسويف والمماطلة في موضوع الحج.
هناك رواية مخيفة تدل بوضوح أن من استطاع أن يحج ولم يحج لا يموت مسلماً.

أليس من الضروري إذاً أن يحرص كل مسلم استطاع أن يحج بيت الله الحرام على أداء هذا التكليف؟
و من كان من هؤلاء الأعزاء يتصور أن وضعه صعب، وظروفه لا تطاق،ولن يستطيع أن يحج، فعليه أن يتذكر جيداً ويدرك بوضوح أن النتيجة المُرة التي يصل إليها إذا مات لا قدّر الله قبل أن يحج هي أخطر من ذلك بكثير، فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: "من مات ولم يحج حجة الإسلام ولم يمنعه من ذلك حاجة تجحف به أو مرض لا يطيق الحج من أجله أو سلطان يمنعه فليمت إن شاء يهودياً وإن شاء نصرانياً".

وأذكر في هذا المجال قصة ينقلها الشهيد دستغيب رضوان الله تعالى عليه تشرح لنا هذه الرواية.
يقول الشهيد دستغيب في كتاب القصص العجيبة ما حاصله، كان هناك شخص يقيم مجالس عزاء سيد الشهداء عليه السلام كل ليلة جمعة في مسجد قريب من بيته وربما كان هو الذي بنى هذا المسجد، وقد جرت العادة أن يقدم بعد المجلس طعاماً لكل الحاضرين.
وذات يوم مرض واشتد مرضه، وأشرف على الموت، فقال لأولاده: انقلوني إلى المسجد. أريد أن أموت فيه.
وتم نقله إليه، ودخل في أشد مراحل النزع واشتد بكاؤهم، ولكن فجأة تغير الوضع. فتح عينيه وعاد تدريجياً إلى وضعه الطبيعي! قال: انقلوني إلى البيت.
ثم بعد أشهر جاء موسم الحج فأخذ يستعد لحج بيت الله الحرام وعندما حان موعد السفر كان أولاده معه يودعونه، و فيما كانوا ينتظرون القافلة قال لهم: لم تسألوني ما الذي حدث معي،عندما كنت في المسجد،وكدت أموت ثم رجعت إلى الوضع الطبيعي وبشكل غير اعتيادي.

وقال: وأنا في سكرات الموت وجدت نفسي في مكان تفوح منه رائحة كريهة ليس لها نظير من روائح الدنيا الكريهة، وإذا بقائل يقول: هذه محلة اليهود!هذا مكان اليهود!أنت استطعت الحج ولم تحج وستموت يهودياً!
يضيف: وفعلاً كنت قد استطعت الحج ولم أحج، ولكني أمام هول ما رأيت صرخت قائلاً: إذاً أين بكائي على سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام؟
وجاء الأمر من سيد الشهداء ليُمهل هذا الشخص سنة فيرجع إلى الدنيا ليحج.
قال لأولاده: لذلك أنا ذاهب الآن إلى الحج، وسأموت بعد مضي سنة من ذلك التاريخ.
وبعد أن رجع، لم يعش طويلاً، فقد كانت وفاته في نفس الموعد من السنة القادمة.
أيها الأعزاء من استطاع الحج ولم يحج، فيجب أن يحرص على أداء الحج في هذه السنة.
أللهم اجعلنا من حجاج بيتك الحرام المبرور حجهم المشكور سعيهم المغفور ذنوبهم المكفّر عن سيئاتهم.

* يوم المؤاخاة
قال الشيخ المفيد: " وفي اليوم الثاني عشر نزل الإنجيل على عيسى بن مريم عليه السلام. ويوم المؤاخاة الذي آخى فيه النبي صلى الله عليه وآله بين صحبه، وآخى بينه وبين علي صلوات الله عليهما ".

* دعاء اليوم الثاني عشر
أللهم زيّن لي فيه الستر والعفاف واسترني فيه بلباس القنوع والكفاف وحلّني فيه بحليّ الفضل والإنصاف بعصمتك يا عصمة الخائفين.
إلهي من زيّنت له الستر والعفاف لم يعصك، ومن سترته بلباس القناعة فأخرجت حب الدنيا من قلبه لم يفتضح ومن حلّيته بحليّ الفضل والإنصاف سمى ولم يجد منك بدلاً، واستحق أن يكون في عصمتك فاعصمني فإني خائف وحق لمن طال إحسانك إليه وتمرده، ونعمك ونكرانه، وإمهالك واغتراره، أن يخاف، أستعيذ بك يا إلهي فأعذني وأستجير بك من النار فأجِرني يا عصمة الخائفين.

* صلاة الليلة الثالثة عشر
1- حصة هذه الليلة من الألف ركعة الموزعة على عشرين من أفضل الليالي، وهي عشرون ركعة تقرأ في كل ركعة الحمد مرة وقل هو الله أحد مرة أو ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً أو عشراً، بالترتيب المتقدم، ولاتنس الدعاء بعد كل ركعتين ولو بالدعاء المختصر، وقد سبق بيان ذلك بالتفصيل في عمل أول ليلة ضمن أعمال اليوم الأول.

2- عن رسول الله صلى الله عليه وآله: ومن صلى ليلة ثلاث عشرة من شهر رمضان أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وخمساً وعشرين مرة قل هو الله أحد جاء يوم القيامة على الصراط كالبرق الخاطف.

3- قال الكفعمي: "ويستحب أن يصلي في كل ليلة من شهر رمضان ركعتين بالحمد".." والتوحيد ثلاثا، فإذا سلَّم قال: سبحان من هو حفيظ لايغفل، سبحان من هو رحيم لايعجل، سبحان من هو قائم لايسهو، سبحان من هو دائم لايلهو. ثم يقول التسبيحات الأربع سبعاً، ثم يقول: سبحانك سبحانك ياعظيم. إغفر لي الذنب العظيم. ثم تصلي على النبي عشراً. من صلاها غفر الله له سبعين ألف ذنب.. ".

* صلاة الليالي البيض
هذه الليلة القادمة هي الثالثة عشر من شهر رمضان المبارك، فهي أول الليالي البيض. ومن الواضح أن للأيام البيض والليالي البيض أهمية خاصة.

والأعمال الخاصة بالليلة الثالثة عشر كما يلي:
أولاً: الغسل وهو مستحب في كل ليلة مفردة من شهر رمضان المبارك.

ثانياً: صلاة أربع ركعات كل ركعتين بتسليمة، نقرأ في كل ركعة الحمد مرة وقل هو الله أحد خمساً وعشرين مرة.. إذاً الأمر الثاني المستحب في هذه الليلة بعد الغسل هو صلاة أربع ركعات نقرأ فيها الحمد مرة وقل هو الله أحد خمساً وعشرين مرة.

ثالثاً:
صلاة تقدم الحديث عنها في الليالي البيض من شهر رجب وفي الليالي البيض من شهر شعبان، وهي مروية عن الإمام الصادق عليه السلام، وخلاصة الرواية- وقد تقدم ذكرها- أن الله عز وجل أعطى هذه الأمة ثلاثة أشهر لم يعطِ أمة من الأمم مثلها هي رجب وشعبان وشهر رمضان المبارك وأعطى هذه الأمة ثلاث ليالي لم يعطِ أمة من الأمم مثلها وهي الليالي البيض من هذه الأشهر وأعطى الله عز وجل هذه الأمة ثلاث سور لم يعطِ أمة من الأمم مثلها هي سورة يس وسورة تبارك وسورة قل هو الله أحد.

يقول الإمام الصادق عليه السلام فمن جمع بين هذه الثلاثة فقد جمع له خير كثير. وعندماسُئل عليه السلام: كيف يُجمع بين هذه الثلاثات أوضح في الجواب: تصلي كل ليلة من هذه الليالي البيض في كل شهر من هذه الأشهر صلاة تقرأ فيها هذه السور الثلاث، ثم بين ما حاصله:تصلي ليلة الثالث عشر ركعتين، وليلة الرابع عشر أربع ركعات، وليلة الخامس عشر ست ركعات، و تأتي الإشارة إلى هاتين الصلاتين في الليلتين القادمتين إن شاء الله تعالى.

صلاة هذه الليلة إذاً، عبارة عن ركعتين تقرأ في كل ركعة الحمد مرة وسورة يس وسورة تبارك وسورة قل هو الله أحد كل سورة منها مرة.
أسأل الله عز وجل أن يوفقنا لمراضيه بالنبي وآله صلوات اله تعالى عليهم أجمعين.
والحمد لله رب العالمين 1.


1-مناهل الرجاء / الشيخ حسين كوراني.