الحديقة الرابعة عشر
وفيها
* ولادة الإمام الحسن عليه السلام
* عشية استشهاد الأمير عليه السلام * حراجة الظرف
* تجرُّع الغصص
*ملامح من سيرته عليه السلام
* أجـواء الشهـادة
* دعاء اليوم الرابع عشر
* أعمال الليلة الخامسة عشر
* ولادة الإمام الحسن عليه السلام
واسطة العقد من شهر رمضان المبارك ذكرى ولادة الإمام الحسن صلوات الله وسلامه عليه،
فإلى المولى صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه، نرفع آيات التهاني.والكريم المستجار
المُلتجا غير محتاج إلى بسط السؤال.وحب المولى أبي محمد الإمام الحسن عليه السلام
من الأمور التي أجمع عليها المسلمون، شأنه في ذلك شأن أبيه وأمه وأخيه، وأهل البيت
جميعاً عليهم السلام، وقد صرّح بذلك القرآن الكريم
﴿قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا
الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾.
كما طال تأكيد المصطفى الحبيب صلى الله عليه وآله وسلّم على ذلك، بحيث إنا عندما
نستعرض سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم نجد أنه كان قد وضع ضمن أولوياته
التأكيد على عظمة أهل البيت عليهم السلام ووجوب حبهم واتِّباعهم والإقتداء بهم. نجد
في هذا المضمار تأكيداً مركزاً جداً على أمير المؤمنين عليه السلام بخصوصه، وعلى
الزهراء عليها السلام بخصوصها، وعلى الحسنين معاً وعلى كلٍ منهما على حدة، إلى جانب
التأكيد على أهل البيت عامةً دون تحديد.
وبالإضافة إلى التأكيد بالقول الذي كان يصدر عنه صلى الله عليه وآله وسلّم
باستمرار، فطالما رأى المسلمون أعمال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم التي تدل
على تكريم أهل البيت والروايات كثيرة جداً ومستفيضة لدى المسلمين جميعاً حول تكريم
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم للحسنين وحُنوِّه عليها بالإضافة إلى الوصية
بهما والتأكيد على عظيم منزلتهما عند الله تعالى.
من هنا كان من الطبيعي أن يُجمع المسلمون على أن الإمام الحسن عليه السلام كان
خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، حتى الذين قد يبدو منهم تأييدٌمَّا
لمعاوية فإنهم لا يخالفون إجماع المسلمين حول شرعية خلافة الإمام الحسن المجتبى
عليه السلام، كما أن من الدين عند الجميع أن تكون علاقة المسلمين بالإمام الحسن
عليه السلام علاقة حب ومودة.
* ولد عليه السلام في ليلة الخامس عشر من شهر رمضان في السنة الثالثة للهجرة، وهناك
رأي في أن ولادته كانت في السنة الثانية.
أمضى الإمام الحسن عليه السلام مع جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلّم حوالي سبع
سنوات ومع أمه الزهراء حوالي سبع سنوات وأشهر، وبقي بعد أمير المؤمنين عليه السلام
في حدود عشر سنوات.
* عشية استشهاد الأمير عليه السلام تولى الإمام الحسن عليه السلام خلافة رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلّم في ظروف بالغة التعقيد، كانت المعركة التي دارت بين أمير
المؤمنين عليه السلام ومعاوية قد حُسِمت لصالح معاوية منذ أن وضعت حرب صفين
أوزارها، وكان الضعف في معسكر أمير المؤمنين عليه السلام قد حسم المعركة سلفاً،
ورغم أن المخلصين من جيش أبي الحسن عليه السلام كادوا يقتلون معاوية ولكن في
اللحظات الأخيرة الحاسمة تدخّل الأشعث بن قيس وأضرابه من شيوخ العشائر في الكوفة
الذين كانوا في الواقع من المنافقين إلى جانب أعداد كبيرة من القرّاء الذين صاروا
هم الخوارج في ما بعد. تدخّل هؤلاء ليحسموا نتيجة المعركة بالطريقة التي نعرف.
وضعت الحرب أوزارها وكانت مسألة التحكيم ثم كان من خداع عمرو بن العاص والأشعث ما
كان، وفي ما كان يستعد أمير المؤمنين عليه السلام لمعاودة الكرّة والقضاء على
محاولات التحريف للإسلام ومصدرها، تحركت فتنة الخوارج ثم استشهد أمير المؤمنين عليه
السلام.وبويع الإمام الحسن عليه السلام بالخلافة في هذه الظروف المعقّدة.
وإذا أردنا أن نعرف الظروف السياسية التي عاشها الإمام المجتبى عليه السلام فيجب أن
نستحضر المحاولات التي كان يبذلها أمير المؤمنين عليه السلام لإصلاح الوضع داخل
الكوفة، ثم اضطراره إلى السكوت، والجهود المضنية التي كان يضطر لبذلها عندما كان
يريد استنفار أهل الكوفة للحرب.
من الواضحات التي أصبحت معروفة لدى الجميع أن الإمام عليه السلام كان يصعد المنبر
فيحرّض على الجهاد وبتحريضٍ من نوع نهج البلاغة، أو يكتب الخطبة فيلقيها أحد عنه
كما هو الحال في خطبة الجهاد التي ألقاها الشهيد الكربلائي سعد مولى أمير المؤمنين
عليه السلام، وبمجرد أن ينزل عن المنبر، أو ينتهي الخطيب مما كتب الأمير عليه
السلام، يجدهم قد جلسوا حلقات حلقات ولا كأن هناك حديثاً عن الجهاد.
إذا استنفرهم عليه السلام في الصيف تذرّعوا بالحر وإذا استنفرهم في الشتاء تعلّلوا
بالبرد.
لأهل الكوفة قال عليه السلام: "ملأتم قلبي قيحاً" ولأهل الكوفة قال عليه السلام:
أما والذي نفسي بيده ليظهرن هؤلاء القوم عليكم، ليس لأنهم أولى بالحق منكم، ولكن
لإسراعهم إلى باطل صاحبهم وإبطائكم عن حقي. ولقد أصبحت الأمم تخاف ظلم رعاتها،
وأصبحت أخاف ظلم رعيتي. استنفرتكم للجهاد فلم تنفروا. وأسمعتكم فلم تسمعوا، ودعوتكم
سراً وجهراً فلم تستجيبوا، ونصحت لكم فلم تقبلوا. أشهود كغُيّاب وعبيد كأرباب؟ أتلو
عليكم الحِكَم فتنفرون منها. وأعظكم بالموعظة البالغة فتتفرقون عنها. وأحثكم على
جهاد أهل البغي فما آتي على آخر القول حتى أراكم متفرقين أيادي سبا، ترجعون إلى
مجالسكم وتتخادعون عن مواعظكم. أُقَوِّمُكم غدوة وترجعون إلي عشية كظهر"
الحنية " عجز المقوِّم وأعضل المقوَّم، أيها الشاهدة أبدانهم، الغائبة
عقولهم، المختلفة أهواؤهم،المبتلى بهم أمراؤهم. صاحبكم يطيع الله وأنتم تعصونه.
وصاحب أهل الشام يعصي الله وهم يطيعونه. لوددت والله أن معاوية صارفني بكم صرف
الدينار بالدرهم فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلا منهم. يا أهل الكوفة منيت بكم
بثلاث واثنتين: صم ذوو أسماع،وبُكْمٌ ذوو كلام، وعُمي ذوو أبصار. لا أحرار صدق عند
اللقاء، ولا إخوان ثقة عند البلاء. تربت أيديكم. يا أشباه الإبل غاب عنها رعاتها
كلما جمعت من جانب تفرقت من جانب آخر.
طالما تمنى عليه السلام فراقهم موضحاً أنه لولا حبه للشهادة لمضى عنهم وما طلبهم ما
اختلف جنوب وشمال.
كان أهل الكوفة قد ركنوا إلى الدنيا وأصبح لا يحركهم إلا المال وقد عرف معاوية كيف
يضرب على هذا الوتر وكان أبو الحسن عليه السلام يعرف ذلك إلا أنه كان المخطط
المبدئي الذي يحمل لواء التشريع الذي أرسى دعائمه رسول الله صلى الله عليه وآله.
وفي صفين يقول الإمام عليه السلام وقد دخل في هذا المعسكر طمع من معاوية وكان هذا
الطمع موجوداً حتى عندما كانوا في الكوفة، فكانت أموال معاوية مهوى أفئدتهم،وقد ذكر
عليه السلام أسماء عدد من وصفهم بأنهم باعوا الآخرة بالدنيا وكان داخل الكوفة عدد
كبير من المتظاهرين بالإسلام، إلا أنهم كانوا طليعة المنافقين، وفي الرعيل الأول من
هؤلاء يأتي الأشعث بن قيس الذي عُرف عنه أنه لا يرى شراً إلا ويدخل فيه كما وصفه
أبو بكر بعد أن زوجه أخته أم فروة، وقد كان دور الأشعث بن قيس في صفين مفصلياً
باتجاه إفراغ الحرب من محتواها وإتاحة الفرصة لمعاوية للقيام بمناورة ماعرف
بالتحكيم.
ذات مرة أراد أمير المؤمنين عليه السلام أن يعزل الأشعث بن قيس من رئاسة كندة، ونصب
بدلاً منه حسان بن مخدوج إلا أن كندة لم تطع الإمام واضطرعليه السلام أن يعيد الأمر
إلى ما كان.ما أريد بيانه هو أن وضع الكوفة السياسي كان في زمن أمير المؤمنين عليه
السلام غاية في التعقيد وكانت شخصية الإمام علي عليه السلام، هي التي تفرض مساراً
معيناً يؤجل إعلان الإنهيار.
ترى ماذا سيواجه الإمام الحسن عليه السلام بمجرد تولّيه
الخلافة؟
أليس من الطبيعي أن كل مراكز الثقل السياسي التي كان
معاوية قد اشتراها والتي كانت قد ضاقت ذرعاً بمبدئية علي أمير المؤمنين عليه السلام
التي هي استمرار لمبدئية المصطفى صلى الله عليه وآله وسلّم- أليس من الطبيعي - أن
تتحرك مراكز الثقل السياسي هذه لتثبيط الناس عن الإمام الحسن عليه السلام؟
من هنا قلت أن المعركة كانت قد حُسِمت في صفين عند رفع المصاحف، وكانت شخصية أمير
المؤمنين عليه السلام تمنع من إعلان الإنهيار الكبير الذي كاد أن يقع في صفين، حيث
كادت النتيجة تبلغ أن يرجع أمير المؤمنين عليه السلام ومعه – ربما- عدد قليل من
الناس يشكّلون مجموعة صغيرة، وفي المقابل"الأمة" المجمعة على الباطل أو معاوية
لافرق.أصبح غاية هم الإمام أبي الحسن عليه السلام أن يحول دون ذلك ويُبقي خطين ولو
في الظاهر وكان صلوات الله عليه يتحيّن الفرصة لتغيير المعادلة إلا أنه استشهد قبل
ذلك وتولى الإمام الحسن عليه السلام الخلافة.
ولا يمكن إطلاقاً فصل الأحداث بعد بيعة الإمام الحسن عليه السلام عن مسارها في زمن
الأمير عليه السلام، ومن المفيد جداً التأمل في النصوص التي تتحدث عن عشية استشهاد
أبي الحسن صلوات الله عليهما، وسأكتفي هنا بأحدها.
أورد الشيخ الطوسي في أماليه، الآتي:
لما وجه معاوية بن أبي سفيان، سفيان بن عوف الغامدي إلى الانبار للغارة".." استنفر
أمير المؤمنين عليه السلام الناس وقد كانوا تقاعد وا عنه، واجتمعوا على خذلانه،
وأمر مناديه في الناس فاجتمعوا، فقام خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول
الله صلى الله عليه وآله، ثم قال: أما بعد: أيها الناس، فوالله لأهل مصركم في
الأمصار أكثر في العرب من الأنصار، وما كانوا يوم عاهدوا رسول الله صلى الله عليه
وآله، أن يمنعوه ومن معه من المهاجرين حتى يبلغ رسالات الله إلا قبيلتين صغير
مولدهما، ما هما بأقدم العرب ميلاداً، ولا بأكثره عدداً، فلما آووا رسول الله صلى
الله عليه وآله، وأصحابَه، ونصروا الله ودينه، رمتهم العرب عن قوس واحدة، وتحالفت
عليهم اليهود، وغزتهم القبائل قبيلة بعد قبيلة، فتجردوا للدين، وقطعوا ما بينهم
وبين العرب من الحبائل، وما بينهم وبين اليهود من العهود، ونصبوا لأهل نجد وتهامة
وأهل مكة واليمامة وأهل الحَزَن وأهل السهل قناة الدين والصبر تحت حماس الجلاد، حتى
دانت لرسول الله صلى الله عليه وآله العرب، فرأى فيهم قرة العين قبل أن يقبضه الله
إليه، فأنتم في الناس أكثر من أولئك في أهل ذلك الزمان من العرب. فقام إليه رجل آدم
طوال فقال: ما أنت كمحمد، ولا نحن كأولئك الذين ذكرت، فلا تكلفنا ما لا طاقة لنا
به. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أحسن مسمعا تحسن إجابة، ثكلتكم الثواكل ما
تزيدونني إلا غمًّا، هل أخبرتكم أ ني مثل محمد صلى الله عليه وآله، وأ نكم مثل
أنصاره، وإنما ضربت لكم مثلاً، وأنا أرجو أن تَأَسَّوْا بهم. ثم قام رجل آخر فقال:
ما أحوج أمير المؤمنين ومن معه إلى أصحاب النهروان ! ثم تكلم الناس من كل ناحية
ولغطوا، فقام رجل فقال بأعلى صوته: استبان فقْدُ الأشتر، على أهل العراق، لو كان
حيّاً لقل اللغط، ولعلم كل امرئ ما يقول: فقال لهم أمير المؤمنين صلوت الله عليه :
هبلتكم الهوابل، لأنا أوجب عليكم حقاً من الاشتر، وهل للأشترعليكم من الحق إلا حق
المسلم على المسلم؟ وغضب، فنزل. فقام حجر بن عدي وسعد بن قيس، فقالا: لا يسوؤك الله
يا أمير المؤمنين، مرنا بأمرك نتبعه، فوالله العظيم ما يعظم جزعنا على أموالنا أن
تفرق، ولا على عشائرنا أن تقتل في طاعتك، فقال لهم: تجهزوا للسير إلى عدونا. ثم دخل
منزله عليه السلام، ودخل عليه وجوه أصحابه، فقال لهم: أشيروا عليّ برجل صليب ناصج
يحشر الناس من السواد؟ فقال سعد بن قيس: عليك يا أمير المؤمنين بالناصح الاريب
الشجاع الصليب معقل بن قيس التميمي، قال: نعم، ثم دعاه فوجهه وسار، ولم يعد حتى
أصيب أمير المؤمنين عليه السلام.
* حراجة الظرف
وإذا أردنا أن نجري قراءة في الوضع السياسي بعد شهادة الأمير، وحتى لو صرفنا النظر
عن عصمة الإمام الحسن عليه السلام، لإثبات أن التحليل الموضوعي يقودنا إلى فرادة
موقفه عليه صلوات الرحمن، فسنجد التالي:كانت الأعباء التي واجهت الإمام المجتبى
عليه السلام بمستوى استحالة أن يتم انتزاع موقف من "الأمة" أفضل مما كان، ويسلط ما
تقدم الضوء على بعض ملامح ذلك.
لم يكن من السهل أبداً أن يستنفر الإمام الحسن عليه السلام جيشاً من الكوفة التي
كان يصعب جداً على أمير المؤمنين عليه السلام أن يستنفر جيشاً منها، من هنا فإن
الإمام الحسن عليه السلام قد بذل جهداً جباراً وأثبت كفاءةً منقطعة النظير، فلم
يسمح بانهيار الوضع في الكوفة بمجرد شهادة أمير المؤمنين عليه السلام، ومنع مراكز
الثقل السياسي وهي فاعلة أن تفرض موقفها وتوجه مسار الأمور في الكوفة، وإنما واجه
ذلك كله ووظّف أجواء التعاطف مع شهادة المولى أبي الحسن عليه السلام وسار باتجاه
المواجهة مع باطل معاوية وبفي مصرّاً على هذا الطريق رغم كل الإحباط الذي رآه من
حوله.
كان يرسل جيشاً بقيادة من يختاره من بين أفضل الموجودين، وبعد أيام يأتيه الخبر أنه
لحق بمعاوية، ويرسل الثاني ويأتيه الخبر كذلك، ويرسل ابن عم أبيه عبيدالله بن
العباس فيشتريه معاوية رغم هول مابينهما، وقد جرت بعض المحاولات لاغتياله عليه
السلام، ويبدو – والله العالم- أن سوء العاقبة قد تسلل إلى الدائرة الخاصة التي
يفترض فيها أنها عصية على معاوية، بحيث أن المختار يقترح على عمه الوالي من قبل
الإمام الحسن عليه السلام أن يسلم الإمام إلى معاوية.
وصحيح أن الفاصل الزمني بين اقتراح المختار هذا وبين ثورته في الطلب بدم الإمام
الحسين عليه السلام، كان كفيلاً بإحداث مثل هذا التغيير في شخصيته، إلا أن دلالة
هذا الإقتراح مدوية.هذه الظروف هي التي ينبغي أن تُدرس جيداً عند مقاربة ماسمي صلح
الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية، فلقد بقي عليه السلام مصِرّاً على مواجهة
الباطل إلى أن لم يعد ممكناً أن يواجَه هذا الباطل إلا بالشروط التي اشترطها سلام
الله عليه على معاوية، لتحقيق أمرين:
الأول: عدم إعطائه أي شبهة شرعية، ولو تلك
الناشئة من عدم وجود من يشترط عليه شيئاً.
الثاني: تسجيل موقف واضح أمام الناس في عصره
والأجيال القادمة أن وصول معاوية إلى موقع الحاكم حالة استثنائية فرضها تخاذل
الناس، وليس له أن يعهد بالأمر إلى أحد من بعده.
والحقيقة الصراح هي أن الإمام الحسن عليه السلام لم يصالح معاوية، وإنما كشف
استباحة حب الدنيا للأمة بقيادة الشيطان ومعاوية.
والذي سوغ له عدم اعتماد الخيار الإستشهادي، هو أن غمرات موجة الباطل كانت من
الضراوة إلى الحد الذي تذهب فيه شهادة الإمام ومن يقف معه هدراً، دون أن تقوى على
إحداث تغيير في وجدان الأمة المريض والمندفع بضراوة في متاهات الإنحراف.
وبكلمة: لقد سوّغ له ذلك ماسوَّغ لأبيه من قبل أن يصبر، فيقول: "
فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجىً، أرى تراثي نهبا..".
* تجرُّع الغصص
سئل الإمام الحسن عليه السلام ذات مرة: "ما العقل؟ فقال
عليه السلام: تجرُّع الغصص ومداراة الرجال".
كانت كل الفترة التي أمضاها مع أبيه وبعده بالخصوص، مرحلة تجرُّع الغصص، ولقد
جرّبنا وتذوّقنا شيئاً من هذه الغصص إثر القرار 598 الصادر عن الأمم المتحدة بإعلان
وقف الحرب بين العراق وإيران،والذي وصفه الإمام الخميني بأنه أشد من تجرع السم- ولا
قياس- ومن هنا يمكننا أن نقدّر أيّ غصص تجرّعها المولى الحبيب الإمام المجتبى عليه
السلام.
وتجدر الإشارة إلى أنه ورد في بعض الروايات أن سيرة الإمام الحسن عليه السلام رحمة
للأمة، كما أن سيرة الإمام الحسين رحمة للأمة، فالأمة بحاجة إلى النهج المحمدي الذي
يفترض الإقتداء حيناً بسيرة الإمام الحسن عليه السلام وحيناً آخر بسيرة الإمام
الحسين عليه السلام، وتقع سيرتهما معاً عليهما صوات الرحمن في منهج واحد، ولذلك
صالح الإمام الحسين عندما صالح أخوه وسيده وإمامه الإمام الحسن عليه السلام. وعندما
طلب أهل الكوفة من الإمام الحسين عليه السلام في زمن معاوية أن يثور على معاوية رفض
عليه السلام، ولو أن الإمام الحسن عليه السلام كان موجوداً حين بويع يزيد لكان
موقفه بالتأكيد نفس موقف أبي عبد الله الإمام الحسين عليه السلام، إنهما مشكاة
واحدة.
إن صلح الإمام الحسن عليه السلام كجهاد الإمام الحسين عليه السلام، وكربلاء الإمام
الحسين عليه السلام كصلح الإمام الحسن من حيث الإلتزام بما هو مصلحة الإسلام
والمسيرة المؤمنة، ولعلّ الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم
والتي تقرن بين الحسنين تريدنا أن نفهم ذلك بعمق "إبناي
هذان إمامان قاما أو قعدا".
*ملامح من سيرته عليه السلام
1- "ما بلغ أحد من الشرف بعد رسول الله ما بلغ الحسن ولقد رأيته في طريق مكة ماشياً
فما من خلق الله أحد رآه إلا نزل ومشى حتى رأيت سعد بن أبي وقاص يمشي".
2- عرف عنه عليه السلام أنه كان كثير المشي إلى بيت الله تعالى.. قال عليه السلام:
"إني لأستحي من ربي أن ألقاه ولم أمشِ إلى بيته"،
فمشى عشرين مرة من المدينة إلى بيت الله، وفي رواية أخرى "ولقد
حجّ الحسن بن علي خمسةً وعشرين حجة ماشياً وإن النجائب تقاد معه".
3- كان عليه السلام إذا توضأ ارتعدت مفاصله واصفرّ لونه فقيل له في ذلك فقال: "حق
على من وقف بين يدي رب العرش أن يصفرّ لونه وترتعد مفاصله".
4- وكان عليه السلام إذا بلغ باب المسجد رفع رأسه وقال: "إلهي
ضيفك ببابك يا محسن قد أتاك المسيء فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم".
5- عن الإمام الصادق عليه السلام: إن الحسن بن علي عليهما السلام كان أعبد الناس في
زمانه، وكان إذا حج حج ماشياً وربما مشى حافياً، وكان إذا ذكر الموت بكى وإذا ذكر
القبر بكى وإذا ذكر البعث أو النشور أو الممر على الصراط بكى".." وكان إذا قام في
صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربه عز وجل، وكان إذا ذكر الجنة أو النار اضطرب اضطراب
السليم وسأل الله الجنة، وتعوّذ به من النار.
6- وإذا قرأ في القرآن الكريم قوله تعالى
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾
قال "لبيك اللهم لبيك".
* أجـواء الشهـادة
1- دخل عليه جنادة ابن أبي أمية في مرض شهادته فقال له: "ياابن رسول الله عِظني:
فقال عليه السلام:".. استعد لسفرك، وحصِّل زادك قبل حلول أجلك، واعلم أنك تطلب
الدنيا والموت يطلبك، ولا تحملْ هم يومك الذي لم يأت على يومك الذي أنت فيه، واعلم
أنك لا تكسب من المال شيئاً فوق قوتك إلا كنت فيه خازناً لغيرك. واعلم أن في حلالها
حساب، وفي حرامها عقاب، وفي الشبهات عتاب، فأنزل الدنيا بمنزلة الميتة، خذ منها ما
يكفيك، فإن كان ذلك حلالاً كنت قد زهدت فيها، وإن كان حراماً لم يكن فيه وزر، فأخذت
كما أخذت من الميتة، وإن كان العتاب فان العتاب يسير. واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا،
واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا، وإذا أردت عزاً بلا عشيرة، وهيبة بلا سلطان، فاخرج من
ذل معصية الله إلى عز طاعة الله عزوجل، وإذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة فاصحب من
إذا صحبته زانك، وإذا خدمته صانك، وإذا أردت منه معونة أعانك، وإن قلت صدّق قولك
وإن صلت شد صولك، وإن مددت يدك بفضل مدَّها، وإن بدت عنك ثلمة سدها، وإن رأى منك
حسنة عدها، وإن سألته أعطاك، وإن سكت عنه ابتداك وإن نزلت إحدى الملمات به ساءك. من
لا تأتيك منه البوائق، ولا يختلف عليك منه الطرائق، ولا يخذلك عند الحقائق، وإن
تنازعتما منقسماً آثرك. قال: ثم انقطع نفسه واصفر لونه، حتى خشيت عليه، ودخل الحسين
عليه السلام والأسود بن أبي الأسود فانكب عليه حتى قبل رأسه وبين عينيه، ثم قعد
عنده فتسارا جميعاً، فقال أبو الأسود: إنا لله إن الحسن قد نعيت إليه نفسه. وقد
أوصى إلى الحسين عليه السلام وتوفي يوم الخميس في آخر صفر سنة خمسين من الهجرة، وله
سبعة وأربعون سنة ودفن بالبقيع.
2- وكان سبب مفارقة أبي محمد الحسن عليه السلام دار الدنيا وانتقاله إلى دار
الكرامة على ما وردت به الأخبار أن معاوية بذل لجعدة بنت محمد بن الأشعث زوجة أبي
محمد عليه السلام عشرة آلاف دينار وإقطاعات كثيرة من شِعب سورا، وسواد الكوفة، وحمل
إليها سماً فجعلته في طعام فلما وضعته بين يديه قال: إنا لله وإنا إليه راجعون،
والحمد لله على لقاء محمد سيد المرسلين، وأبي سيد الوصيين، وأمي سيدة نساء
العالمين، وعمي جعفر الطيار في الجنة، وحمزة سيد الشهداء صلوات الله عليهم أجمعين.
3- ودخل عليه أخوه الحسين صلوات الله عليهما، فقال: كيف تجد نفسك؟ قال: أنا في آخر
يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة، على كُرهٍ مني لفراقك وفراق إخوتي. ثم قال:
أستغفر الله، على محبة مني للقاء رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين
وفاطمة وجعفر وحمزة عليهم السلام. ثم أوصى إليه وسلم إليه الإسم الأعظم، ومواريث
الأنبياء عليهم السلام التي كان أمير المؤمنين عليه السلام سلمها إليه، ثم قال: يا
أخي إذا [ أنا ] مت فغسلني وحنطني و كفني واحملني إلى جدي صلى الله عليه وآله حتى
تلحدني إلى جانبه، فإن منعت من ذلك فبحق جدك رسول الله وأبيك أمير المؤمنين وأمك
فاطمة الزهراء عليهم السلام أن لا تخاصم أحداً، واردد جنازتي من فَوْرِك إلى البقيع
".." فلما فرغ من شأنه وحمله ليدفنه مع رسول الله صلى الله عليه وآله ركب مروان بن
الحكم طريد رسول الله صلى الله عليه واله بغلة وأتى عائشة فقال لها: يا أم المؤمنين
إن الحسين يريد أن يدفن أخاه الحسن مع رسول الله صلى الله عليه وآله والله إن دفن
معه ليذهبن فخر أبيك وصاحبه عمر إلى يوم القيامة قالت: فما أصنع يا مروان؟ قال:
الحقي به وامنعيه من أن يدفن معه قال: وكيف ألحقه؟ قال: اركبي بغلتي هذه. فنزل عن
بغلته وركبتها وكانت تؤز الناس وبني أمية على الحسين عليه السلام وتحرضهم على منعه
مما هم به فلما قربت من قبر رسول الله صلى الله عليه واله وكان قد وصلت جنازة الحسن
فرمت بنفسها عن البغلة وقالت: والله لا يدفن الحسن ههنا أبدا أو تجز هذه - وأومت
بيدها إلى شعرها - فأراد بنو هاشم المجادلة فقال الحسين عليه السلام: ألله الله لا
تضيعوا وصية أخي، واعدلوا به إلى البقيع فانه أقسم علي إن أنا منعت من دفنه مع جده
صلى الله عليه واله أن لا أخاصم فيه أحداً وأن أدفنه بالبقيع ".."
فعدلوا به ودفنوه بالبقيع "..". فقام ابن عباس
رضي الله عنه وقال: يا حميراء ليس يومنا منك بواحد، يوم على الجمل ويوم على البغلة،
أما كفاك أن يقال " يوم الجمل " حتى يقال "
يوم البغل " يوم على هذا ويوم على هذا، بارزة عن حجاب رسول الله صلى
الله عليه واله تريدين إطفاء نور الله والله متم نوره ولو كره المشركون إنا لله
وإنا إليه راجعون فقالت له: إليك عني وأُفٍّ لك ولقومك.
أللهم وفقنا لمعرفة مولانا الإمام الحسن عليه السلام وارزقنا شفاعته برحمتك يا أرحم
الراحمين.
* دعاء اليوم الرابع عشر
أللهم لاتؤاخذني فيه بالعثرات، وأقلني فيه من الخطايا والهفوات، ولا تجعلني فيه
غرضاً للبلايا والآفات، بعزتك ياعز المسلمين.
إلهي طالما تبت إليك وأنبت، وعدت في معصيتك وتوثبت، فلست أدري أقبلت توبتي لأُهنّأ،
أم رددتها عليّ لجرأتي لأُعزى.
وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك، ولا عصيتك إذ عصيتك وأنا بربو بيتك جاحد،
وإنما غلبتني شقوتي، فلا تؤاخذني بعثراتي فإني عبدك الضعيف، وأقلني من الهفوات،
وأعني على نفسي فلا أكون للبلاء غرضاًََ فأسقط أمام سورة الغريزة وصولة النفس
الأمارة بالسوء، وسطوة الشيطان. خذ بيدي ياإلهي، واهدني الصراط المستقيم، صراط
الطاعة والعزة، فلله العزة ولرسوله والمؤمنين اجعلني منهم ياعز المسلمين.
* أعمال الليلة الخامسة عشر
مستحبات ليلة النصف من شهر رمضان المبارك، كما يلي:
الأول: الغسل.
قال الشيخ المفيد: "وفي ليلة النصف منه يستحب الغسل
".
قال الشيخ الطوسي:" وإن اغتسل ليالي الأفراد كلها وخاصة
ليلة النصف، كان له فيه فضل كثير."
وهو صريح في خصوصية للغسل في هذه الليلة هي غير استحباب الغسل في ليالي الإفراد.
الثاني: زيارة الإمام الحسين عليه السلام.
قال السيد ابن طاوس:" زيارة الحسين عليه السلام في أول
ليلة من شهر رمضان وليلة النصف منه وآخر ليلة منه ".
عن الإمام الصادق عليه السلام: " زوروه صلى الله عليه في
كل وقت وفي كل حين فان زيارته عليه السلام خير موضوع، فمن أكثر منها فقد استكثر من
الخير ومن قلل قلل له، وتحروا بزيارتكم الأوقات الشريفة، فان الأعمال الصالحة فيها
مضاعفة، وهي أوقات مهبط الملائكة لزيارته. قال: فسئل عن زيارته في شهر رمضان؟ فقال:
من جاءه عليه السلام خاشعاً محتسباً مستقيلاً مستغفراً، فشهد قبره في إحدى ثلاث
ليال من شهر رمضان: أول ليلة من الشهر أو ليلة النصف أو آخر ليلة منه، تساقطت عنه
ذنوبه وخطاياه التي اجترحها، كما يتساقط هشيم الورق بالريح العاصف، حتى أنه يكون من
ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمه، وكان له مع ذلك من الأجر مثل أجر من حج في عامه ذلك
واعتمر، ويناديه ملكان يسمع نداءهما كل ذي روح إلا الثقلين من الجن والإنس، يقول
أحدهما: يا عبد الله طهرت فاستأنف العمل، ويقول الآخر: يا عبد الله أحسنت فابشر
بمغفرة من الله وفضل ".
ويستحب لمن زاره عليه السلام ليلة النصف من شهر رمضان أن يصلي عشر ركعات ورد الحث
عليها، تضاف إلى أعمال ليلة النصف لمن كان في كربلاء.
" عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قيل له: فما ترى لمن
حضر قبره - يعني الحسين عليه السلام - ليلة النصف من شهر رمضان؟ فقال: بخ بخ، من
صلى عند قبره ليلة النصف من شهر رمضان عشر ركعات من بعد العشاء من غير صلاة الليل،
يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب و قل هو الله أحد عشر مرات، واستجار بالله من النار،
كتبه الله عتيقاً من النار، ولم يمت حتى يرى في منامه ملائكة يبشرونه بالجنة
وملائكة يؤمنونه من النار".
ومن الواضح أن مصب الحديث هو الزيارة من قرب، ولكن لايصح أبداً ترك الزيارة من بعد،
كما تقدم في أعمال أول ليلة من شهر رمضان، فلاحظ.
وأما زيارة الحسين في ليلة مولد المجتبى، فهم جميعاً عليهم السلام نور واحد. وزيارة
الأمير عليه السلام يوم المبعث، أو زيارة الإمام الحسين ليلة مولد الإمام الحسن
عليهما السلام، لاتعني تفضيلاً، بل تعني خصوصية ترتبط باستمرار نور التوحيد،
واعتبار ولاية علي عليه السلام المحور في هذا الإستمرار، وكذلك هي شهادة سيد
الشهداء، الذي أكد إمام زمانه المجتبى عليهما السلام على تعلق القلوب بها، ويكفي
قوله عليه السلام:".. لايوم كيومك يا أبا عبد الله.."0
الثالث: صلاة الليالي البيض، وهي في هذه
الليلة، ست ركعات بالحمد ويس وتبارك والتوحيد، كل ركعتين بتسليمة، تقرأ في كل ركعة
الحمد مرة ويس وتبارك والتوحيد مرة.
الرابع: صلاة مائة ركعة هي غير الألف ركعة،
وقد تقدم الحديث عنها في عمل أول ليلة لدى التفصيل في نوافل شهر رمضان. كل ركعتين
بتسليمة، تقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة التوحيد عشر مرات.قال الشيخ المفيد: " ويستحب
أن يصلى الانسان في ليلة النصف من شهر رمضان مأة ركعة زيادة على الالف، فقد روى عن
الصادق عليه السلام أنه قال: قال من صلى ليلة النصف من شهر رمضان مأة ركعة، يقرأ في
كل ركعة منها " فاتحة الكتاب " و "
قل هو الله أحد " عشر مرات أهبط الله إليه من
الملائكة عشرة، يدرؤون عنه أعدائه من الجن والانس، وأهبط إليه عند موته ثلاثين ملكا
يؤمنونه من النار.
الخامس: صلاة أربع ركعات. وتجدر الإشارة إلى
أن الرواية التي التزمت بإيراد صلاة منها خاصة بكل ليلة، تورد صلاة هذه المائة ركعة
في ليلة النصف، ثم تضيف إليها صلاة أربع ركعات، كما يلي:"
ومن صلى ليلة النصف منه مائة ركعة يقرأ في كل ركعة الحمد
مرة، وعشر مرات قل هو الله أحد وصلى أيضا أربع ركعات يقرأ في الأولتين مائة مرة قل
هو الله أحد والثنتين الأخيرتين خمسين مرة قل هو الله أحد، غفر الله له ذنوبه ولو
كانت مثل زبد البحر ورمل عالج ".
السادس:حصة هذه الليلة من الألف ركعة، وهي
عشرون ركعة، ثمان منها بعد المغرب، والباقي بعد العشاء، بالترتيب الذي عرفت.
السابع: الصلاة التي يؤتى بها كل ليلة وقد
تقدم أن سبب إيرادها أن لايُحرم من النافلة لايساعده ظرفه على أداء حصة الليلة من
الألف ركعة.
قال الكفعمي: "ويستحب أن يصلي في كل ليلة من شهر رمضان
ركعتين بالحمد".." والتوحيد ثلاثا، فإذا سلَّم
قال: سبحان من هو حفيظ لايغفل، سبحان من هو رحيم لايعجل، سبحان من هو قائم لايسهو،
سبحان من هو دائم لايلهو. ثم يقول التسبيحات الأربع سبعاً، ثم يقول: سبحانك سبحانك
ياعظيم. إغفر لي الذنب العظيم. ثم تصلي على النبي عشراً. من صلاها غفر الله له
سبعين ألف ذنب. ".
* وأذكّر هنا بدعاء المجير، وقد تقدمت الإشارة إلى أنه يستحب قراءته في الأيام
البيض من شهر رمضان وأن من قرأه في هذه الأيام غُفِرت ذنوبه مهما كانت، وأنه نافع
لشفاء المريض وقضاء الدين والغنى وتفريج الهم وكشف الكرب.
أسأل الله عز وجل أن يوفقنا لما يحب ويرضى بالنبي المصطفى وآله، صلوات الله تعالى
عليهم أجمعين.
والحمد لله رب العالمين 1.
1-مناهل الرجاء /
الشيخ حسين كوراني.
|