لِلَّهِ أَيُّ حَشاً تَكَابَدَ مِحْنَةً
|
يَشْجَى لَها الصَّخْرُ الأَصَمُّ ويَصْدَعُ
|
وَرَزِيَّةٌ جَرَّتْ لِقَلْبِ مُحَمَّدٍ
|
حُزْناً تَكادُ لَها السَّماءُ تَزَعْزَعُ
|
ما زَالَ مُضْطَهَداً يُقاسِي مِنْهُمُ
|
غُصَصاً بهِا كَأْسُ الرَّدَى يَتَجَرَّعُ
|
حَتَّى إِذَا نَفَذَ القَضاءُ مُحَتَّماً
|
أضْحَى يُدَسُّ إِلَيْهِ سُمُّ مُنْقَعُ
|
وَتَفَتَّتَتْ بِالسُّمِّ مِنْ أَحْشَائِهِ
|
كَبِدٌ لَهَا حَتَّى الصَّفَا يَتَصَدَّعُ
|
وَسَرَى بِهِ نَعْشٌ تَوَدُّ بَنَاتُهُ
|
لَوْ يَرْتَقِي لِلْفَرْقَدَيْنِ وَيُرْفَعُ
|
نَعْشٌ لَهُ الرُّوحُ الأَمِينُ مُشَيِّعٌ
|
وَلَهُ الكِتابُ المُسْتَبِينُ مُوِدِّعُ
|
نَعْشٌ أعَزَّ اللهُ جَانِبَ قُدْسِهِ
|
فَغَدَتْ لهُ زُمَرُ المَلائِكِ تَخْضَعُ
|
نَثَلُوا6 لَهُ حِقْدَ الصُّدُورِ فَما يُرَى
|
مِنْها لِقَوْسٍ بِالكِنانَةِ مَنْزِعُ
|
وَرَمَوْا جَنازَتَهُ فَعَادَ وَجِسْمُهُ
|
غَرَضٌ لِرامِيَةِ السِّهامِ وَمَوْقِعُ
|
شَكُّوهُ حَتَّى أَصْبَحَتْ مِنْ نَعْشِهِ
|
تُسْتَلُّ غَاشِيَةُ النِّبالِ وَتُنْزَعُ
|
لَمْ تَرْمِ نَعْشَكَ إِذْ رَمَتْكَ عِصابَةٌ
|
نَهَضَتْ بِها أَضْغَانُها تَتَسَرَّعُ
|
لَكِنَّها عَلِمَتْ بِأَنَّكَ مُهْجَةُ
|
الـ زَّهْراءِ فابْتَدَرَتْ لِحَرْبِكَ تَهْرَعُ
|
مَنَعَتْهُ مِنْ حَرَمِ النِّبيِّ ضَلالَةً
|
وَهْوَ ابْنُهُ فَلأَيِّ أَمْرٍ يُمْنَعُ
|
لِلَّهِ أَيُّ رَزِيَّةٍ كَادَتْ لَها
|
أَرْكانُ شَامِخَةِ الهُدَى تَتَضَعْضَعُ
|
رُزْءٌ بَكَتْ عَيْنُ الحُسَيْنِ لَه
|
وَمِنْ ذَوْبِ الحَشَا عَبَراتُهُ تَتَدَفَّعُ
|
يَوْمَ انْثَنَى يَدْعُو ولَكِنْ قَلْبُهُ
|
وَارٍ وَمُقْلَتُهُ تَفِيضُ وَتَدْمَعُ
|
أَتُرَى يَطِيفُ بِيَ السُّلُوُّ وَناظِري
|
مِنْ بَعْدِ فَقْدِكَ بِالكَرَى لا يَهْجَعُ
|
أَأُخَيُّ لا عَيْشِي يَجُوسُ خِلالَهُ
|
رَغَدٌ وَلا يَصْفُو لِوُرْدِيَ مَشْرَعُ
|
خَلََّفْتَنِي مَرْمَى النَّوائِبِ لَيْسَ لِي
|
عَضُدٌ أَرُدُّ بِه الخُطُوبَ وَأَدْفَعُ7
|