مكانته عليه السلام لدى معاصريه
- عن جابر عن النبي صلى الله عليه وآله: " إنّ الله خلقني وخلق علياً نورين بين يدي العرش، نسبّح الله ونقدّسه قبل أن يخلق آدم بألفي عام، فلمّا خلق الله آدم أسكننا في صلبه، ثم نقلنا من صُلب طيّب وبطن طاهر حتى أسكننا في صلب إبراهيم، ثم نقلنا من صُلب إبراهيم إلى صلب طيّب وبطن طاهر حتى أسكننا في صلب عبد المطلّب، ثم افترق النور في عبد المطّلب، فصار ثلثاه في عبد الله وثلثه في أبي طالب، ثم اجتمع النور منّي ومن عليّ في فاطمة، فالحسن والحسين نوران من نور ربّ العالمين ".
- وقد قال معاوية لِجلسائه: من أكرم الناس أباً وأمّاً وجدّاً وجدّةً وعمّاً وعمّةً وخالاً وخالةً؟ فقالوا: أمير المؤمنين أعلم، فأخذ بيد الحسن بن علي وقال: هذا أبوه علي بن أبي طالب، وأمّه فاطمة ابنة محمد، وجدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وجدّته خديجة، وعمّه جعفر، وعمّته هالة بنت أبي طالب، وخاله القاسم بن محمّد صلى الله عليه وآله وخالته زينب بنت محمّد صلى الله عليه وآله.
- ولمعاوية اعتراف آخر أمام عمرو بن العاص ومروان بن الحكم وزياد بن أبيه بعد أن أكثروا الفخر، وأراد أن يرغم أنوفهم، فأحضر الإمام الحسن بن علي عليه السلام، ولمّا دحض مقالتهم التي أرادوا فيها تنقيص بني هاشم قال معاوية بعد أن خرج الإمام من عنده: أفأُفاخر رجلاً رسول الله صلى الله عليه وآله جدّه، وهو سيّد من مضى ومن بقي، وأمّه فاطمة سيّدة نساء العالمين؟ ثم قال لهم: والله لئن سمع أهل الشام ذلك أنّه للسوءة السوداء....
- ووفد مقدام إلى معاوية، فقال معاوية: أعلمت أنّ الحسن بن علي توفّي؟ فرجّع المقدام، فقال له معاوية: أتراها مصيبة؟ فقال: ولِمَ لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول الله في حجره وقال: هذا منِّي وحسين من عليّ رضي الله عنهما.
- وقال عبد الله بن عمر: أهل العراق يسألون عن الذباب يقتله المحرم، وقد قتلوا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وقال النبيّ صلى الله عليه وآله: هما ريحانتاي من الدنيا أو ريحانتاي من هذه الأمّة.
- وكان أبو هريرة يقول: " ما رأيت الحسن إلاّ فاضت عيناي، وذلك أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يدخل فمه في فمه ثم يقول: اللهم إنّي أحبّه فأحبّه وأحبّ من يحبّه يقولها ثلاث مرّات، وقال: لا أزال أحبّ هذا الرجل - يعني الحسن - بعد ما رأيت رسول الله يصنع به ما يصنع ".
- وحينما بادر مروان بن الحكم إلى حمل جثمانه الطاهر واستغرب منه الحسين عليه السلام قائلاً له: "أتحمل جثمانه وكنت تجرّعه الغصص؟! قال مروان: كنت أفعل ذلك بمن كان يوازي حلمه الجبال".
- وقال عنه أبو الأسود الدؤلي: " وإنّه لهو المهذّب، قد أصبح من صريح العرب في غرّ لبابها وكريم محتدها وطيب عنصرها ".
- وقال عمرو بن إسحاق:" ما تكلّم أحد أحبّ إليّ أن لا يسكت من الحسن بن علي وما سمعت منه كلمة فحش قطّ ".
- وقال عبد الله بن الزبير: " والله ما قامت
النساء عن مثل الحسن بن علي عليه السلام في هيبته وسموِّ منزلته ".
- وعندما وقف أخوه محمد بن الحنفية على قبره ليؤبّنه قال: " لئن عزّت حياتك فقد هدّت وفاتك، ولنعم الروح روح تضمّنه كفنك، ولنعم الكفن كفن تضمّن بدنك، وكيف لا تكون هكذا وأنت عقبة الهدى وخلف أهل التقوى وخامس أصحاب الكساء ؟! غذّتك بالتقوى أكفّ الحق، وأرضعتك ثدي الإيمان، ورُبّيت في حجر الإسلام، فطبت حيّاً وميّتاً، وإن كانت أنفسنا غير سخيّة بفراقك، رحمك الله أبا محمد ".
- وأبّنه أبو عبد الله الحسين بن علي عليه السلام قائلاً :" رحمك الله يا أبا محمد، إن كنت لتناصر الحق مظانّه، وتؤثر الله عند التداحض في مواطن التقية بحسن الرويّة، وتستشفّ جليل معاظم الدنيا بعين لها حاقرة، وتفيض عليها يداً طاهرة الأطراف، نقيّة الأسرّة، وتردع بادرة غرب أعدائك بأيسر المؤونة عليك، ولا غَرْوَ فأنت ابن سلالة النبوّة، ورضيع لبان الحكمة، فإلى رَوْح وريحان وجنّةِ نعيم، أعظم الله لنا ولكم الأجر عليه، ووهب لنا ولكم حُسن الأسى عنه ".
*سلسلة أعلام الهداية،المجمع العالمي لأهل البيت ع، ط1، 1422هـ، ج4،ص 27-30.
|