الصفحة الرئيسة سجل الزوار تواصل معنا

المقالات

سبيل المهتدين
في رحاب الشهر
في رحاب الدعاء
أعمال الليالي
أعمال الأيام
حدائق الأيام الرمضانية
شهر رمضان برنامج رسالي
فقه الصوم
ليالي القدر
يوم القدس العالمي
عيد الفطر

المكتبة

الأعمال والمناسك
الأربعون حديثاً
الآداب والسنن
الفقه الموضوعي
زاد المبلغ
الفكر والنهج الخميني
متفرقات

المكتبة الصوتية

أدعية شهر رمضان
أدعية أيام شهر رمضان
الأناشيد
الأمسيات القرآنية
ترتيل القرآن

المكتبة الفنية

لوحات فنية
مخطوطات
عيد الفطر
   
   

 

دعاء اليوم الأول

" اللهم اجعل صيامي فيه صيام الصائمين, وقيامي فيه قيام القائمين, ونبهني فيه عن نومة الغافلين, وهب لي جرمي فيه يا إله العالمين, واعف عني يا عافياً عن المجرمين".

يحمل هذا الدعاء مفاهيم تربوية متعددة، يخاطب الإنسان فيها ربّه، مستحضراً فيها هذه المفاهيم ليجعلها وسيلة تقرّبه إلى الله عزَّ وجلَّ، وتكون سببا في رفعة درجته ومكانته ودرجة قربه عند الله. وهي صيام الصائمين، وقيام القائمين، واجتناب نومة الغافلين.

1- صيام الصائمين
ما أصعب أن يؤدّي المرء واجباً من الواجبات، ولكنّه لا يؤدّيه على وجهه، فلا يناله من ذلك إلّا التعب والشقاء، فمن الصيام ما لا يتجاوز فيه الإنسان حرمان نفسه من الطعام والشراب، فهو يمسك عن المفطرات التي تبطل الصوم، ولكنّه لا يرتقي في صومه هذا إلى أن يكون من الصائمين، فهو يصوم ولكنّه لا يعدّ من الصائمين، وليس هذا ما شرع الله عزَّ وجلَّ لأجله فريضة الصوم. بل الصوم المطلوب هو الصوم الذي يصدق فيه على من يؤدّي هذه الفريضة عنوان الصائم، فأيّ صوم يوجب ذلك؟

لا شكْ في أنّ الصوم الذي يصل فيه الإنسان ليدخل في عداد الصائمين هو الذي تراعى فيه كافّة آداب الصيام، وأهمّ هذه الآداب هو اجتناب المحرّمات كافّة، والابتعاد عن الذنوب، لا سيما تلك الذنوب الأخلاقية. فلا يخرج في صومه عن الرضا إلى الغضب، وعن الحقّ إلى الباطل. فيكون بذلك مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ربّ صائمٍ حظّه من صيامِه الجوعُ والعطش"1.

وأمّا الصفات التي يتحلّى بها من يصدق عليه أنّه من الصائمين فهو ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: "إذا أصبحت صائماً فليصُمْ سمعُكَ وبصرُكَ من الحرام، وجارحتك وجميع أعضائك من القبيح، ودع عنك الهذي وأذى الخادم، وليكن عليك وقارُ الصيام، والزمْ ما استطعت من الصمت والسكوت إلّا عن ذكر الله، ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك، وإيّاك والمباشرة، والقُبَلَ والقهقهةَ بالضحك، فإنّ الله مَقَتَ ذلك"2.

من صفات الصائمين:

وقد ورد في روايات أهل البيت ذكر بعض صفات الصائم:

فعن الإمام الصادق عليه السلام: "نومُ الصائمِ عبادةٌ، وصمتُهُ تسبيحٌ، وعملُهُ متقبلٌ، ودعاؤهُ مستجاب"3.

عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الصائمُ في عبادةِ اللهِ وإنْ كانَ نائماً على فراشِهِ، ما لَم يغتَبْ مسلماً"4.

وعنه صلى الله عليه وآله: "نومُ الصائمِ عبادةٌ، ونفَسُه تسبيحٌ"5.

وعنه صلى الله عليه وآله: "إنّ للجنّةِ باباً يدعى الريّان، لا يدخُلَ منه إلّا الصائمون"6.

2- قيام القائمين

إنّ العبادة التي يريدها الله عزَّ وجلَّ من خلقه هي تلك التي تقترن بالتفكير, قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار﴾ِ7.

وأمّا العبادة التي لا تقترن في ذلك فهي مجرّد جهدٍ جسديٍّ، لا يعود على العابد بالنفع الذي يريده الله. وقد ورد في الرواية عن الإمام عليّ عليه السلام: "وكم من قائمٍ ليسَ لهُ من قِيامِه إلّا السَّهَر والعَنَاء"8.

وورد عنه عليه السلام أيضاً وقد رأى رجلاً من الحرورية (الخوارج) يتهجَّد ويقرأ: "نومٌ على يقينٍ خيرٌ من صلاةٍ في شكّ"9.

3- نومة الغافلين

النوم راحة للجسد، وقد يتحوّل إلى حالة من الكسل والخمول، يفضّله الإنسان على طاعة الله عزَّ وجلَّ وعلى التقرّب إليه. وهذا ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام وهو يبيّن الاختلاف بين نومة المتعبّدين ونومة الغافلين بقوله عليه السلام: "ونم نومَةَ المتعبّدين، ولا تنم نومَةَ الغافلين، فإنّ المتعبّدين الأكياسَ ينامون استرواحاً، وأمّا الغافلون ينامون استبطاراً، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تنامُ عيني ولا ينامُ قلبي. وانوِ بنومك تخفيف مؤنتك على الملائكة، واعتزال النفس من شهواتها، واختبر بها نفسك معرفة بأنّك عاجزٌ ضعيفٌ لا تقدِرُ على شيءٍ من حركاتك وسكونك، إلّا بحكم الله وتقديره، فإنّ النوم أخُ المَوت، فاستدلِلْ به على المَوت الذي لا تجد السبيل إلى الانتباه فيه، والرجوع إلى إصلاح ما فات عنك، ومن نام عن فريضةٍ أو سنّةٍ أو نافلةٍ أو فاته بسببها شيءٌ فذلك نوم الغافلين وسيرةُ الخاسرين، وصاحبه مغبون، ومن نام بعد فراغه من أداء الفرائضِ والسننِ والواجبات مِنَ الحقوق، فذلك نومٌ محمودٌ"10.

1- فضائل الأشهر الثلاثة -الشيخ الصدوق- ص145.
2- بحار الأنوار -العلامة المجلسي- ج93 ص292.
3- وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 10 ص 401.
4- الكافي - الشيخ الكليني - ج 4 ص 64.
5- وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 10 ص 127.
6- م.ن. ص 405.
7- آل عمران:191
8- نهج البلاغة، الحكمة 145.
9 م. ن. الحكمة 97.
10- بحار الأنوار - العلّامة المجلسي - ج 73 ص 189.