الصفحة الرئيسة سجل الزوار تواصل معنا

المقالات

سبيل المهتدين
في رحاب الشهر
في رحاب الدعاء
أعمال الليالي
أعمال الأيام
حدائق الأيام الرمضانية
شهر رمضان برنامج رسالي
فقه الصوم
ليالي القدر
يوم القدس العالمي
عيد الفطر

المكتبة

الأعمال والمناسك
الأربعون حديثاً
الآداب والسنن
الفقه الموضوعي
زاد المبلغ
الفكر والنهج الخميني
متفرقات

المكتبة الصوتية

أدعية شهر رمضان
أدعية أيام شهر رمضان
الأناشيد
الأمسيات القرآنية
ترتيل القرآن

المكتبة الفنية

لوحات فنية
مخطوطات
عيد الفطر
   
   

 

دعاء اليوم العشرين

"اللّهمَّ افتح لي فيه أبواب الجنان، وأغلق عني فيه أبواب النيران، ووفّقني فيه لتلاوة القرآن، يا مُنزل السكينة في قلوب المؤمنين".

لشهر رمضان المبارك خصوصيَّاته الخاصّة، لأنّه الشهر المبارك الذي يفتح فيه الله عزَّ وجلَّ لعباده أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران.

1- أبواب الجنة

لقد تحدّث القرآن الكريم عن أنّ للجنة أبواباً، قال تعالى: ﴿جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمْ الأَبْوَابُ﴾1.

ولكن ما هي قصَّة هذه الأبواب؟
وردَ في العديد من الروايات تصنيف هذه الأبواب بحسب أعمال العباد، فليس المراد من هذه الأبواب ما نتصوَّره نحن من الباب المادّي الذي نجعله في البيوت، بل هي أمر معنويّ، فالأبواب عبارة عن الأسباب والصفات والأعمال التي توجب للإنسان الذي تحلّى بها دخول الجنة.

يتحدَّث القرآن الكريم عن هذه الصفات والإعمال التي توجب الدخول إلى الجنَّة ﴿أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ الله وَلاَ يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ * وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ الله بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ * وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار﴾2.

وهذه الصفات في الآية هي: اتّباع الحقّ، الوفاء بالعهد، صلة ما أمر الله به أن يوصَل، الخشية والخوف من الله، الصبر، إقامة الصلاة، الإنفاق سرّاً وعلانيةً، دفع السيئة بالحسنة.

وكذلك الحال في الصوم، فقد ورد في الرواية: رسول الله صلى الله عليه وآله: "إنّ للجنّة بابا يدعى (الريان) لا يدخل منه إلّا الصائمون"3.

ومن أهمِّ الأبواب هو باب (خاصّة الأولياء) ويسمّى (الجهاد) وهو بابٌ المجاهدين في سبيل الله، الذين يبذلون دماءهم في سبيل إعلاء كلمة الإسلام, عن الإمام عليّ عليه السلام: "إنّ الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه، وهو لباس التقوى، ودرع الله الحصينة، وجنته الوثيقة"4.

2- أبواب النيران

يتحدَّث القرآن الكريم عن وجود أبواب لجهنّم أيضاً، قال تعالى: ﴿فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ﴾5.

بل تحدّد آية أخرى هذه الأبواب بسبعة، قال تعالى: ﴿وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ * لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ﴾6.

وتشرح الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام هذه الآية: "أنّ الله جعلها سبع دركات:

أعلاها الجحيم يقوم أهلها على الصفا منها، تغلي أدمغتهم فيها كغلي القدور بما فيها.

والثانية: لظى، نزاعة للشوى، تدعو من أدبر وتولى، وجمع فأوعى.

والثالثة: سقر، لا تبقي ولا تذر، لواحة للبشر، عليها تسعة عشر.

والرابعة: الحطمة، ومنها يثور شرر "ترمي بشرر كالقصر، كأنَّها جمالةٌ صفر"...

والخامسة: الهاوية، فيها ملأ يدعون: يا مالك أغثنا، فإذا أغاثهم جعل لهم آنية من صفر من نار فيه صديد ماء يسيل من جلودهم كأنّه مهل...

والسادسة: هي السعير، فيها ثلاثمائة سرادق من نار...

والسابعة: جهنم، وفيها الفلق وهو جب في جهنم إذا فتح أسعر النار سعرا، وهو أشد النار عذاباً"7.

إنَّ ما يوجب دخول الإنسان إلى هذه الأبواب هو عمله السّيء، فالذي لا يُبالي في هذه الدنيا بأيّ محرم من المحرمات سوف يدخل جهنّم طبقة بعد أخرى، حتّى يستقرّ في أسفلها، والذي يجتنب بعض المحرّمات، ولكنه يغوص في محرّمات أُخر، ولا يتّقي الله تمام التقوى سوف يدخل من أحد هذه الأبواب. فأبواب جهنّم يمكن أن تكون قد نظّمت حسب أعمال الإنسان، وإنّ كل مجموعة تدخل جهنّم من الباب الذي يتناسب مع أعمالها، وفلاح الإنسان إنّما هو بسدّه لجميع أبواب جهنم.

والتفت أيها الإنسان، فإنَّ أبواب جهنّم إذا فتحها الإنسان بعمله فإمَّا أن يُغلقها وراءه فلا خروج له منها أبدا وهذا هو ما وردت به الآية: ﴿إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُوصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ﴾8، وإمَّا أن يُبقيها مفتوحة فيتمكَّن من الخروج منها، وباب ذلك هو التوبة من العمل الذي أوجب دخوله إليها، لا سيّما في هذا الشهر الكريم، فاغتنم فرصة الرجوع لئلا يوصَد الباب خلفك.
 

1- ص:50.
2- الرعد:18-24.
3- بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج8 ص194.
4- الكافي - الشيخ الكليني - ج5 ص5.
5- النحل:29.
6- الحجر:43-44.
7- بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج8 ص290.
8- الهمزه:8-9.