الصفحة الرئيسة سجل الزوار تواصل معنا

المقالات

سبيل المهتدين
في رحاب الشهر
في رحاب الدعاء
أعمال الليالي
أعمال الأيام
حدائق الأيام الرمضانية
شهر رمضان برنامج رسالي
فقه الصوم
ليالي القدر
يوم القدس العالمي
عيد الفطر

المكتبة

الأعمال والمناسك
الأربعون حديثاً
الآداب والسنن
الفقه الموضوعي
زاد المبلغ
الفكر والنهج الخميني
متفرقات

المكتبة الصوتية

أدعية شهر رمضان
أدعية أيام شهر رمضان
الأناشيد
الأمسيات القرآنية
ترتيل القرآن

المكتبة الفنية

لوحات فنية
مخطوطات
عيد الفطر
   
   

 

دعاء اليوم السابع

"اللهم أعني فيه على صيامه وقيامه, وجنبني فيه هفواته وآثامه, وارزقني فيه ذكرك بدوامه, بتوفيقك يا هادي المضلين".

يتضمَّن دعاء هذا اليوم بعض المفاهيم التربويّة الأساسيّة، وقوامها الاعتماد المطلق على الله عزَّ وجلَّ، وسنذكر الطاعة بمعونة الله، والهداية الإلهيّة.

1- الطاعة بمعونة الله
إذا كنت موحِّداً حقيقيّاً، أي إذا كنت على يقينٍ تماماً بأنّ كلَّ ما يجري في هذا الكون هو بإرادة الله عزَّ وجلَّ، فإنَّ الطاعة التي تأتي بها في شهر رمضان من الصيام في النهار والقيام في العبادة في الليل، إنَّما هي بإرادةٍ من الله عزَّ وجلَّ، وبمعونة الله عزَّ وجلَّ، ومن أبواب المعونة الإلهيّة لنيل هذه النعمة أنْ جَعل نفسك ترغب في أداء هذه الطاعة، وتنفر عن المعصية، ففي دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام: "حبِّب إليّ ما تحبّ من القول والعمل حتَّى أدخل فيه بلذةٍ وأخرج منه بنشاطٍ، وأدعوك فيه بنظرك منّي إليه"1.

وفي المقابل فإنّ الابتعاد عن الطاعة يكون أيضاً لأسباب تتلخّص في أمورٍ ثلاثة هي:
1- الكسل عن العبادة.
2- العمى عن سبيل الله.
3- التعرّض لخلاف محبّة الله وذلك بمعصية الله.

وهذه الأسباب الثلاثة جمعها الإمام زين العابدين عليه السلام في دعاء مكارم الأخلاق: "ولا تبتليَني بالكسلِ عن عِبادَتِك، ولا العمى عن سبيلك، ولا بالتعرَّضِ لخلافِ محبَّتك"2.

إنَّ على الإنسان أن يَستحضر الاستعانة بالله في كلِّ عملٍ يقوم به حتَّى لو كان هذا العمل عبادة، أو طلب علمٍ ففي وصيَّة الإمام عليّ لولده الحسن: "وابدأ قبل نظرك في ذلك بالاستعانة بإلهك، والرغبة إليه في توفيقك، وترك كلِّ شائبةٍ أولجتك في شبهة، أو أسلمتك إلى ضلالة".

2- الهداية الإلهية

إنّ أفضل الدعاء الذي يُمكن للإنسان أن يتوسّل فيه إلى الله، هو التمسّك بالأسماء الإلهيَّة، ومن هذه الأسماء "الهادي"، فما هو المراد من هذا الاسم؟

إنَّ النعم الإلهيَّة على الإنسان لا تُختصر بهذه الأمور المادّية والمواهب الجسديّة والعقليّة، بل إنَّ الله عزَّ وجلَّ تابعَ على الإنسان نِعمَه المعنويّة، ومن هذه النعم، نعمة الهداية. وهذه الهداية على نوعين:

1- الهداية العامّة: وهي التي جعلها الله عزَّ وجلَّ لخلقه كافّة، فأرسل أنبياءه ورسله لهداية الناس إلى الحقّ، وإرشادهم إلى ما فيه صلاحهم، قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِالله شَهِيداً﴾3.

2- الهداية الخاصّة: وهي أن يَكتب الله التوفيق لإنسانٍ ما بأن يكون من المؤمنين، وأن يخرج عن الكفر إلى الإيمان. وهذا هو ما جاءت به الآية الكريمة: ﴿إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ الله يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾4.

وورد في كثيرٍ من آيات كتاب الله عزَّ وجلَّ بيان أسباب الهداية وأسباب الضلال:

أولا: من أسباب الهداية:

أ- الرجوع إلى الله: على الإنسان الذي يسعى لمعرفة الحقّ، ولكنه يتردّد في ذلك أو تعرض له الشُّبهات أن يلجأ إلى الله عزَّ وجلَّ ليهديَه إلى الحقّ، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الله يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ﴾5.
ب- الاعتصام بالله: أي أن يتوسَّل الإنسان بالله عزَّ وجلَّ ويتمسّك به طالباً للهدى، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِالله فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾6، والاعتصام بالله يكون بالرجوع إلى كتاب الله والتمسّك بسنّة رسول الله.

ثانياً: من أسباب الضلال

أ- الظلم: قال تعالى: ﴿إِنَّ الله لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾7.
ولا يختصُّ الظلم في هذه الآية بظلم الآخرين، بل يشمل ظلم النفس أيضاً، ولذا نقرأ في آيةٍ أُخرى: ﴿وَالله لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾8.

ب- الجهل، إنَّ من أعظم الابتلاءات أن يكون الإنسان جاهلا لا يعرف الحقّ ولكنّه يدّعي المعرفة والعلم، ففي نهج البلاغة عن الإمام علي عليه السلام قال: "وآخر قد تسمَّى عالماً وليس به، فاقتبس جهائل من جهّال، وأضاليل من ضلال . . . فالصورة صورة إنسان، والقلب قلب حيوان، لا يعرفُ بابَ الهدى فيتَّبعه، ولا بابَ العمى فيصدّ عنه، وذلك ميّتَ الأحياء"9.
 

1- ميزان الحكمة - محمد الريشهري -ج3 ص 2706.
2- دعاء مكارم الأخلاق.
3- الفتح:28.
4- القصص:56.
5- الرعد:27.
6- آل عمران:101.
7- المائدة:51.
8- الصف:5.
9- نهج البلاغة, الكتاب 70.