الصفحة الرئيسة سجل الزوار تواصل معنا

المقالات

سبيل المهتدين
في رحاب الشهر
في رحاب الدعاء
أعمال الليالي
أعمال الأيام
حدائق الأيام الرمضانية
شهر رمضان برنامج رسالي
فقه الصوم
ليالي القدر
يوم القدس العالمي
عيد الفطر

المكتبة

الأعمال والمناسك
الأربعون حديثاً
الآداب والسنن
الفقه الموضوعي
زاد المبلغ
الفكر والنهج الخميني
متفرقات

المكتبة الصوتية

أدعية شهر رمضان
أدعية أيام شهر رمضان
الأناشيد
الأمسيات القرآنية
ترتيل القرآن

المكتبة الفنية

لوحات فنية
مخطوطات
عيد الفطر
   
   

 

دعاء اليوم الثلاثين

"اللّهمَّ اجعل صيامي فيه بالشكر والقبول على ما ترضاه ويرضاه الرسول، مُحكمةً فروعه بالأصول، بحقِّ سيّدنا محمّد وآله الطاهرين، والحمد لله رب العالمين".

إنّ ختام كلِّ عملٍ لا بدَّ وأن يكون بالشكر لله عزَّ وجلَّ عليه، فإنّه بابٌ للاستزادة منه وللتوفيق فيه. وهذا ما تعرّض له خاتم أدعية أيام شهر رمضان المبارك.

الشكر على الطاعه:

عندما يسمع الإنسان مفرَدة الشكر يظنُّ أنَّ ذلك يرتبط فقط بالمال والنِعَم المادّية التي يهبها الله عزَّ وجلَّ للإنسان، وهذا ظنٌ خاطئ, لأنَّ الشكر يجب أن يكون على كلِّ نعمةٍ أنعمها الله مادّية كانت أو معنويّة، وحيث كان التوفيق لطاعة الله من النِعَم الإلهيّة على الإنسان، فإنَّ عليه أن يشكر الله عزَّ وجلَّ على هذه النعمة.

إنَّ مقدار توجّه القلب بالشكر إلى الله عزَّ وجلَّ هو بقدر ما يرى من أهميّة لما ناله من الخير والنِعَم، فإذا كانت سعادة الإنسان من وجهة نظره بالنعم المادّية والمال، فإنَّه سوف يتَّجه إلى شكر الله عزَّ وجلَّ بقدر ما يهبه من هذه النعم، ولكن إذا كان يرى سعادته في الآخرة وفي كلِّ ما يكون لصلاح آخرته فإنَّه سوف يشكر الله على قدر ما يناله من ذلك.

إنَّ السعادة الحقيقيّة هي في طاعة الله عزَّ وجلَّ، وبقدر ما يعيشه الإنسان من السعادة في ذلك يكون شكره لله عزَّ وجلَّ.

ولكن كيف يكون شكر الله عزَّ وجلَّ على الطاعة؟

إنَّ شكر الله عزَّ وجلَّ لا يكون بألفاظَ نردِّدها باللسان، بل بأداء حقِّ العمل الذي جاء به، فشُكر الله على العمل الصالح هو بأمور:

أ- عدم إفساد العمل: إنَّ التوفيق بالإتيان بالطاعات والأعمال الصالحات، لا بدّ وأن يتَّبعه التوفيق بالمحافظة على العمل وعدم إفساده، ففي الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنَّ سوء الخلق ليُفسد العمل كما يُفسد الخلّ العسل"1.

ب- الاحتراز عن الرياء، فالطاعة لله عزَّ وجلَّ إذا كانت عبادة كالصوم، فلا بدّ وأن تكون خالصةً لله عزَّ وجلَّ، وخلوصها بأن لا ينوي عند إتيانه بها إلّا التقرّب إلى الله عزَّ وجلَّ، والرياء هو أن يشرك في العمل غير الله، فلا يكون خالصاً هو مُفسد له، ففي الرواية: "آفَّة العبادة الرياء"2.

إنَّ الذي يمنع من الوقوع في الرياء أن تُدرك أنَّ الله عزَّ وجلَّ لا يخفى عليه شيء فهو يعلم ما توسوس به نفس هذا الإنسان، فإذا دخلت في قلبك نيَّة غير الله، فإنّ الله يعلم به، فأثناء العبادة استحضر دائماً رؤية الله عزَّ وجلَّ لك، وفي الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "الإحسان أن تعبد الله كأنَّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك"3.

ج- الاحتراز عن العجب، فإنّ المُعجَب بعمله سوف يراه كثيراً، فلا يرى الحاجة إلى الازدياد منه، وفي الرواية عن الإمام عليّ عليه السلام: "ضاحك معترف بذنبه أفضل من باك مدلٍ على ربّه"4.

د- الاستمرار في العبادة: ففي الرواية عن الإمام عليّ عليه السلام: "دوام العبادة برهان الظفر بالسعادة"5.

وعن الإمام الكاظم عليه السلام: "ما أقبح الفقر بعد الغنى، وأقبح الخطيئة بعد النسك، وأقبح من ذلك العابد لله ثمَّ يترك عبادته"6.

فيا أيَّها الصائم، الذي اشتغل قلبه طيلة ثلاثين يوماً بالصوم وبأنواع العبادات الواجبة والمستحبّة، عليك أن تواظب على ذلك في سائر الشهور، ولا يكون عيدك يوماً لهجران علاقتك بالله عزَّ وجلَّ.
 

1- ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 1 ص 806.
2- ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 1 ص 84.
3- م.ن. ج 3 ص 1799.
4- م.ن. ص 1816.
5- م.ن، ص 1796.
6- م.ن، ص 1806.