الصفحة الرئيسة سجل الزوار تواصل معنا

المقالات

سبيل المهتدين
في رحاب الشهر
في رحاب الدعاء
أعمال الليالي
أعمال الأيام
حدائق الأيام الرمضانية
شهر رمضان برنامج رسالي
فقه الصوم
ليالي القدر
يوم القدس العالمي
عيد الفطر

المكتبة

الأعمال والمناسك
الأربعون حديثاً
الآداب والسنن
الفقه الموضوعي
زاد المبلغ
الفكر والنهج الخميني
متفرقات

المكتبة الصوتية

أدعية شهر رمضان
أدعية أيام شهر رمضان
الأناشيد
الأمسيات القرآنية
ترتيل القرآن

المكتبة الفنية

لوحات فنية
مخطوطات
عيد الفطر
   
   

 

دعاء اليوم الثامن

"اللّهمَّ ارزقني فيه رحمة الأيتام، وإطعامَ الطعام، وإفشاء السلام، وصحبةَ الكرامِ، بطَولك يا ملجأ الآملين".

بعد أن يتحلّى الإنسان بصفة الطاعة لله عزَّ وجلَّ في صومه، عليه أن يسعى لكي يُكمل طريق الهدى هذا باللجوء إلى الصفات الأُخرى التي يحبّها الله، وهي المذكورة في هذا الدعاء.

1- رحمة الأيتام

خصّ الله عزَّ وجلَّ شهره الكريم بآداب، هي أمور مطلوبة في نفسها، ولكنّها تتأكّد أكثر في هذا الشهر الكريم ومن هذه الآداب تكريم اليتيم، ففي خطبة الرسول صلى الله عليه وآله في استقبال شهر رمضان: "وتحنَّنوا على أيتام الناس يُتحنّن على أيتامكم"1.

والتحنّن على الأيتام لا يكون مادّيا فقط، كما يتعامل به الناس في هذا اليوم، بأن يبذل له المال، ويعتبر أنّه بذلك قد أدّى ما عليه، بل التحنّن هو درجة أعلى، إنّها شمول اليتيم بعطفك أيّها الصائم، أن تجعله يعيش معك فرحة الصيام في هذا الشهر. فنحن جميعاً نعيش في هذا الشهر الكريم في داخل بيوتنا ضمن أجواء خاصّة يفرضها هذا الشهر الكريم علينا، فتَملأ البيوت حالة من الفرح والسرور والاجتماع على مائدة الإفطار، واليتيم يعيش وحده، نعيش نحن مع الآباء والأمّهاتُ نلجأ إليهم، ونجتمع بهم، واليتيم يفتقد لهذا الأمر، فلا يجد أباً يحنّ عليه في هذا الشهر الكريم، ما أجمل أن تستضيف كلُّ عائلةٍ من عوائلنا أيتاماً في هذا الشهر الكريم، فبهذا يصدق التحنّن على الأيتام".

2- إطعام الطعام وإفشاء السلام

إنَّ المودَّة والرحمة التي جعلها الله بين المؤمنين فقال تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾2، لا تقتصر على قضاء الحوائج وإعانة الملهوف، بل تتمثَّل أيضاً بالمظاهر التي تعكس روح الإلفة والمودّة بينهم، وفي هذا الدعاء إشارةٌ إلى مظهَرين من ذلك وهما إطعام الطعام، وإفشاء السلام.

ونحن نعلم أنَّ من المستحبّات المؤكّدة في هذا الشهر الكريم هو إفطار المؤمنين فقد ورد عن رسول الله في خطبة شهر رمضان: "أيّها الناس، من فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر، كان له بذلك عند الله عتق نسمة ومغفرة لما مضى من ذنوبه"3.

ففي هذا الشهر يتضاعف الثواب الذي كتبه الله عزَّ وجلَّ على أعمال العباد، ومن تلك الأعمال الإطعام، بما يحمله من إلفةٍ ومحبّةٍ واهتمام. ويصف الإمام الصادق عليه السلام ذلك بأنّه من المنجيات إذ يقول: "المنجيَات: إطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام"4.

وليس هذا إلّا بسبب ما يسود بين الناس عند اجتماعهم على مائدة الطعام من الألفة والمودّة التي هي أساس في حياة المؤمنين.

وإذا عجزت عن الإطعام فإنَّ ذلك لا يكون عذراً، بل عليك اللجوء إلى أمرٍ آخر وهو إفشاء السلام، فسلّم على كلِّ من تلقاه فإنَّ ذلك من موجبات المودّة أيضاً، ففي الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "ألا أخبركم بخير أخلاق أهل الدنيا والآخرة ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: إفشاء السلام في العالَم"5.

3- صحبة الكرام

إنَّ حياة الإنسان تتأثّر بالمحيط الذي يعيش به، فمن أعظم المخاطر التي تُحيط بالإنسان فتُبعده عن الله, مصاحبة أهل السوء، ففي الرواية عن الإمام علي عليه السلام: "صحبة الأشرار تكسب الشرّ، كالريح إذا مرّت بالنتن حملت نتنا"6.

وحيث كان خطر ذلك عظيماً كان الحثُّ من الروايات على حُسن اختيار الصاحب والرفيق، وعِظَم هذا الأمر يجعل الإنسان يلجأ إلى الله من خلال الدعاء بأن يرزقه صحبة الكرام.

فمن هم هؤلاء الكرام؟ وما هي صفاتهم؟
أ- هم الذين تفتخر بصحبتهم

إذا كنت ممَّن يبحث عن الآخرة، ويطلب رضا الله فعلاً، فإنّ عليك أن تُصادق من تفتخرُ بصداقتك معه, لأنّه ممَّن يحمل هذه الصفات أيضاً، فعن الإمام الصادق عليه السلام: "اصحَبْ مَن تتزين به"7.

ب- صداقة العلماء

العلماء هم الذين يهدون إلى الحقّ، ويرشدونك إلى صلاح آخرتك، ولذا ورد الحثُّ على صحبتهم، ففي الرواية عن الإمام علي عليه السلام: "عجبت لمن يرغب في التكثّر من الأصحاب كيف لا يصحب العلماء الألبّاء الأتقياء الذين يغنم فضائلهم، وتهديه علومهم، وتزيِّنه صحبتهم؟!"8.

ج- الكرام في الأخلاق والمعاملة

الكرام صفة لا ترتبط بالعمل الأخرويّ فقط، بل هم الذين يتحلَّون بمحاسن الأخلاق في التعامل الدنيويّ مع الناس، وتجمع الرواية عن الإمام علي عليه السلام صفاتهم: "احذر ممّن إذا حدّثته ملَّك، وإذا حدّثك غمَّك، وإن سرَرته أو ضررته سلَك فيه معك سبيلك، وإن فارقك ساءك مغيبه بذكر سوأتك، وإن مانعته بهتَك وافترى، وإن وافقته حسدَك واعتدى، وإن خالفته مقَتك ومارى، يعجز عن مكافأة من أحسن إليه، ويُفرط على من بغى عليه، يصبح صاحبه في أجرٍ، ويصبح هو في وزر، لسانه عليه لا له، ولا يضبط قلبه قوله، يتعلَّم للمرَاء، ويتفقَّه للرياء، يُبادر الدنيا ويُواكل التقوى"9.
 

1- الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 154.
2- الفتح:29.
3-الأمالي - الشيخ الصدوق - ص 154.
4- الكافي - الشيخ الكليني - ج4 ص 50.
5- بحار الأنوار- العلامة المجلسي - ج73 ص 12.
6- عيون الحكم والمواعظ - علي بن محمد الليثي الواسطي - ص 304.
7- من لايحضره الفقيه - الشيخ الصدوق - ج2 ص 278.
8- عيون الحكم والمواعظ - علي بن محمد الليثي الواسطي - ص 330.
9- بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج75 ص 10.