الصفحة الرئيسة سجل الزوار تواصل معنا

المقالات

سبيل المهتدين
في رحاب الشهر
في رحاب الدعاء
أعمال الليالي
أعمال الأيام
حدائق الأيام الرمضانية
شهر رمضان برنامج رسالي
فقه الصوم
ليالي القدر
يوم القدس العالمي
عيد الفطر

المكتبة

الأعمال والمناسك
الأربعون حديثاً
الآداب والسنن
الفقه الموضوعي
زاد المبلغ
الفكر والنهج الخميني
متفرقات

المكتبة الصوتية

أدعية شهر رمضان
أدعية أيام شهر رمضان
الأناشيد
الأمسيات القرآنية
ترتيل القرآن

المكتبة الفنية

لوحات فنية
مخطوطات
عيد الفطر
   
   

 

دعاء اليوم الثامن عشر

"اللّهمَّ نبّهني فيه لبركات أسحاره، ونوّر فيه قلبي بحياء أنواره، وخذ بكل أعضائي إلى اتّباع آثاره، بنورك ما منوّر قلوب العارفين".

إنَّ للدعاء أوقاتاً، تكون القلوب فيه والهةً بذكر الله، وأفضل وقته السحَر، حيث التوجّه التامّ لله عزَّ وجلَّ. وبالسحر تتنوّر القلوب ويحصل الانقياد التام، وهذا ما تعرّض له هذا الدعاء.

1- السحر وقت اللجوء إلى الله

من الأوصاف التي وصف الله عزَّ وجلَّ بها المتّقين استغفارهم بالسحر، قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾1.

إنّه الوقت الذي يقف فيه الإنسان خالصاً لله عزَّ وجلَّ، يَبتعد عن كلِّ ما يتعلّق بهذه الدنيا.

إنَّ العاشق والمحبّ إذا أحبَّ لقاء معشوقه ومحبوبه سعى للقائه في مكانٍ بعيد عن الناس ليُخلص له المحبَّة والمودَّة، فيا أيَّها العاشق للقاء الله عزَّ وجلَّ، إن أفضلَ وقت لتلتقي فيه بمحبوبك هذا هو أن تقوم في الليل لتناجيه وتحادثه، ولا ثالث معكما.

إنَّ لطلب الحاجة من الناس أوقاتاً محدَّدة، ولكنَّ الله عزَّ وجلَّ يسمع دعاء عبده المؤمن في جوف الليل المظلم، وهذا ما يصفه الإمام زين العابدين عليه السلام في الدعاء: "إلهي غارت نجوم سمائك ونامت عيون أنامك وهدأت أصوات عبادك وأنعامك وغلقت الملوك عليها أبوابها وطاف عليه حراسها واحتجبوا عمّن يسألهم حاجة أو ينتجع منهم فائدة وأنت إلهي حيّ قيّوم لا تأخذك سنة ولا نوم ولا يشغلك شيئ، أبواب سمائك لمن دعاك مفتّحات وخزائنك غير مغلّقات وأبواب رحمتك غير محجوبات"2.

2- نور القلوب

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَالله غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾3.

إنّ الإنسان يسير في هذه الدنيا في طريقه إلى لقاء ربِّه، فقد يهتدي إلى الطريق، وقد يضلَّ هذا الطريق، والله عزَّ وجلَّ جعل للإنسان وسيلة يتمسّك بها ليسير في الطريق الصحيح إنّه النور الذي يُضيء له هذا الطريق، وتتحدَّث الآية الكريمة عن أنّ الوصول إلى هذا النور قوامه بأمرين هما: التقوى والإيمان.

ويحدِّثنا أمير المؤمنين عليه السلام عن السالك إلى الله وكيف يبدَأ العمل بإنارة الطريق أمامه إلى الله، يقول الإمام علي عليه السلام في وصف سالك الطريق إلى الله سبحانه: "قد أحيا عقله، وأمات نفسه، حتَّى دقَّ جليله، ولطف غليظه، وبرق له لامع كثير البرق، فأبان له الطريق، وسلك به السبيل، وتدافعته الأبواب إلى باب السلامة ودار الإقامة"4.

إنّ المواظبة على العبادة، والإخلاص فيها يُنير الطريق لهذا الإنسان، وذلك بما يلقي الله عزَّ وجلَّ في قلبه من الهدى والحقّ.

إنَّ النور الحقيقي الذي يُمكنه أن يكون نافعاً لهذا الإنسان هو النور الذي يُحيط به من كلِّ جانبٍ، وهذا هو ما ورد في دعاء رسول الله صلى الله عليه وآله: "اللّهمَّ اجعل لي في قلبي نوراً، وفي لساني نوراً، وفي بصري نوراً، وفي سمعي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً، ومن فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً، ومن أمامي نوراً، ومن خلفي نوراً، واجعل لي في نفسي نوراً، وأعظم لي نوراً"5.

فالنور الذي لا يكون محيطاً بالإنسان من كلِّ جانبٍ لن يجعله بأمانٍ من الضلال، إنَّ من كان نوره محدوداً هو كالذي يعمل صالحاً تارةً وطالحاً أُخرى، وأمَّا الإنسان المطيع لله على الدوام الذي لا يعصيه فهو الذي أحاط به النور من كلِّ جانب.

3- الانقياد التام لله عز وجل

إنَّ الفائدة التي تترتَّب على الإستغفار بالأسحار هي الوصول إلى النور الذي يُضيء أمام الإنسان طريق الهداية إلى الله عزَّ وجلَّ.

والفائدة التي تترتَّب على هذا النور هو أن ينقاد الإنسان فعلاً إلى أوامر الله، بأن تخضع جوارحه كلَّها لأوامر الله ونواهيه.

إنَّ للاعتقاد والعلم تأثيراً واضحاً على أفعال الإنسان، وكلَّما ازداد يقين الإنسان بشيء ازداد عمله بموجَب ذلك اليقين.

إنَّ الإنسان على يقينٍ من الموت، ومن لقاء الله والوقوف للحساب بين يديه، ولكنَّه لو وصل فعلا إلى حقيقة اليقين في ذلك لما أقدَم على ارتكاب معصيةٍ أو إثمٍ أو مخالفة.
 

1- الذاريات:15-18.
2- مصباح المتهجد - الشيخ الطوسي- ص132.
3- الحديد:28.
4- نهج البلاغة, باب الخطب والكلمات, من كلام له رقم220.
5- ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج4 ص3388.