الصفحة الرئيسة سجل الزوار تواصل معنا

المقالات

سبيل المهتدين
في رحاب الشهر
في رحاب الدعاء
أعمال الليالي
أعمال الأيام
حدائق الأيام الرمضانية
شهر رمضان برنامج رسالي
فقه الصوم
ليالي القدر
يوم القدس العالمي
عيد الفطر

المكتبة

الأعمال والمناسك
الأربعون حديثاً
الآداب والسنن
الفقه الموضوعي
زاد المبلغ
الفكر والنهج الخميني
متفرقات

المكتبة الصوتية

أدعية شهر رمضان
أدعية أيام شهر رمضان
الأناشيد
الأمسيات القرآنية
ترتيل القرآن

المكتبة الفنية

لوحات فنية
مخطوطات
عيد الفطر
   
   

 

دعاء اليوم الثاني والعشرين

"اللّهمَّ افتح لي فيه أبواب فضلك، وأنزل عليَّ فيه بركاتك ووفّقني فيه لموجبات مرضاتك، واسكنّي فيه بحبوحات1جنَّاتك، يا مجيب دعوة المضطرّين".

الإنسان مخلوق مرتبط بخالقه في دنياه وآخرته، فإن كُتب له التوفيق في هذه الدنيا ليتقرَّب من الله بالطاعات كُتب له الفوز في الآخرة برضوان الله. وقد تعرّض هذا الدعاء لأبواب الفضل الإلهي، وموجبات رضا الله.

1- أبواب الفضل الإلهي

إنَّ من أوسع أبواب الفضل الإلهيّ الذي يُدركه الناس جميعاً هو أن يكون سعي الإنسان في سبيل جمع المال والثروات مثمراً، فترى الإنسان يُقرّ بأنّ كلَّ ما وفِّق له من مالٍ ورزق فإنَّما هو من الله فيضع دائماً شعار ﴿هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي﴾2, وهذا أمر صحيح لأنَّ الله عزَّ وجلَّ يقول في كتابه الكريم واصفاً الرزق بأنَّه من فضل الله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ الله وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاَةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ الله وَاذْكُرُوا الله كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾3.

ولكن الفضل الإلهي أوسع من ذلك بكثير، ويحدّثنا القرآن الكريم في العديد من الآيات عن فضل معنويّ كبيرٍ أفاضه الله عزَّ وجلَّ على هذا الإنسان:

أ- العصمة من كيد الشيطان

إنَّ من فضل الله على هذا الإنسان أن يَجعله في مأمنٍ من مكائد الشيطان، لأنَّ الفضل هو العمل الذي يعود بالخير عليك، وهذا الشيطان يُريد ضلالك ويريد منك أن تخسر آخرتك، فتأتي الآيات بشكلٍ واضحٍ لتحثّ الإنسان على تذكّر أن نجاته تلك وما كُتب له من التوفيق للطاعة هو من فضل الله: ﴿وَلَوْلاَ فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً﴾4.

وهذا لسان يوسف نبيّ الله يشهد بأنَّ من الفضل الإلهيّ على الإنسان نعمة الهداية: ﴿وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِالله مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ الله عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ﴾5.

ب- الثواب الأخروي

إنّ الثواب الذي كتبه الله عزَّ وجلَّ لعباده في الآخرة وهو الجنّة التي جعلها لهم مفازاً، هي من فضل الله عزَّ وجلَّ، فلا تظنّ أيّها الإنسان أنّك إن عبدت الله فقد أصبح لك حقّاً عليه تُلزمه بأن يؤدّي لك ثواب طاعتك له، بل إنّ وعده لك بالثواب هو من باب التفضّل منه، ولا يرجع الأمر إلى أنّ عملك يستحقّ ذلك: ﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِالله وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَالله ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾6.

ج- اتِّباع النبيّ والإيمان به

إنَّ بعثة النبيّ هي فضل إلهيّ مَنَّ به الله عزَّ وجلَّ على عباده، وكذلك التوفيق للإيمان به ومعرفة أنَّ الحقَّ باتِّباعه هو من الفضل الإلهيّ الذي تحدّث عنه القرآن: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ * وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * ذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَالله ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾7.

2- موجبات رضا الله

لقد تعرّضنا في شرح دعاء اليوم التاسع إلى مقام الرضا، ولكن ما هي الأسباب التي تؤدّي بالإنسان إلى نيل مقام الرضا هذا؟

إنّ أوّل أسباب ذلك هو أن يعصي النفس الأمّارة بالسوء ويخالفها؛ لأنّها تدعوه إلى ما يوجب غضب الله عزَّ وجلَّ وسخطه ففي معصيتها ما يوجب رضا الله عزَّ وجلَّ، ففي وصيّة لقمان عليه السلام لابنه: "يا بنيَّ من يُرِد رضوان الله يُسخط نفسه كثيراً، ومن لا يُسخط نفسه لا يرضى به"8.

ولكن كيف يعرف الإنسان أنّه يعمل بموجبات رضا الله عزَّ وجلَّ؟ إنّ سبيل ذلك هو أن يلحظ نفسه عندما يصاب ببلاءٍ أو بمرضٍ أو نحو ذلك، فهل يكون راضياً بما قسم الله له به، أو تراه معترضاً، شاكياً، ساخطاً؟ ففي الرواية عن الإمام علي عليه السلام: "علامة رضا الله سبحانه عن العبد، رضاه بما قضى به سبحانه له وعليه"9.

1- بحبوحة العيش: سعة العيش وسهولته.
2- النمل:40.
3- الجمعة:8-9.
4- النساء:83.
5- يوسف:38.
6- الحديد:21.
7- الجمعة:4.
8- بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج13 ص 432.
9- - ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج2 ص 1099.