الصفحة الرئيسة سجل الزوار تواصل معنا

المقالات

في رحاب الشهر
في رحاب الدعاء
أعمال الليالي
أعمال الأيام
حدائق الأيام الرمضانية
شهر رمضان برنامج رسالي
فقه الصوم
ليالي القدر
يوم القدس العالمي
عيد الفطر

المكتبة

الأعمال والمناسك
الأربعون حديثاً
الآداب والسنن
الفقه الموضوعي
زاد المبلغ
الفكر والنهج الخميني
متفرقات

المكتبة الصوتية

أدعية شهر رمضان
أدعية أيام شهر رمضان
الأناشيد
الأمسيات القرآنية
ترتيل القرآن

المكتبة الفنية

لوحات فنية
مخطوطات
عيد الفطر
   
   

 

ما ورد في خبر زواجها من رسول الله
رفضت خديجة عليها السلام الزواج من الملوك والأشراف والأثرياء الذين تقدموا إليها - لما عرفت به من الشرف والنسب الرفيع والثروة - وبذلوا لها الكثير من الأموال مهرا ، لأنها لم تجد في أحدهم كفئا لها. ورضيت راغبة بالزواج من النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم الفقير اليتيم ، ولم ترفض أولئك وترضى بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم فحسب ، بل تقدمت بشوق واندفاع لتقترح على محمد صلى الله عليه وآله وسلم الزواج منه والاقتران به. فأصبح هذا الأمر سببا لسخرية نساء قريش ونقدهن اللاذع لها. وقد اشتهر أن النساء يعشقن الثروة والكماليات في الحياة ، وغاية مطامحهن أن يتزوجن من ثري شريف يعشن في بيته بهدوء ، ويشتغلن بالتجمل والأنس ، وخديجة لم تبحث عن الرجل الغني لأنها لا تحتاج إلى ذلك ، ولأن أفكارها أجل وأرفع من هذا ، وإنما هي تنتظر الزوج العظيم المثالي ، والرجل القوي ، والشخصية اللامعة ، والروحانية الشفافة التي تنجي العالم من وحل الجاهلية ، ومستنقع التخلف والتعاسة. لذلك رفضت كل من تقدم لخطبتها. وهذا دليل على أنها لم تتزوج برجل قبله بل كانت بكرا عذراء. والتاريخ يروي لنا أن خديجة سمعت من العلماء والأحبار أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم نبي آخر الزمان فتعلق قلبها به ولقد وجدت خديجة فيه الشخص الكامل ، كما وصفه الأديب: وأحسن منك لم تر قط عيني * وأجمل منك لم تلد النساء خلقت مبرءا من كل عيب * كأنك قد خلقت كما تشاء.


فبعثت إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فقالت له: يا ابن العم ، قد رغبت فيك لقرابتك مني ، وشرفك في قومك ووسطك فيهم ، وأمانتك عندهم ، وحسن خلقك ، وصدق حديثك ، ثم عرضت عليه نفسها فلما أراد صلى الله عليه وآله وسلم أن يتزوج منها أقبل أبو طالب وحمزة في أهل بيته ومعه نفر من قريش حتى دخل على عم خديجة عمرو بن أسد ، فابتدأ أبو طالب بالكلام قائلا: الحمد لرب هذا البيت الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرية إسماعيل ، وأنزلنا حرما آمنا ، وجعلنا الحكام على الناس ، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه ، ثم إن ابن أخي هذا - يعني محمدا صلى الله عليه وآله وسلم - ممن لا يوزن برجل من قريش إلا رجح به ، ولا يقاس به رجل إلا عظم عنه، ولا عدل له في الخلق ، وإن كان مقلا في المال فإن المال رفد جار وظل زائل ، وله في خديجة رغبة ، وقد جئناك لنخطبها إليك برضاها وأمرها ، والمهر علي في مالي الذي سألتموه عاجله وآجله ، وله ورب هذا البيت حظ عظيم ، ودين شائع ، ورأي كامل . ثم سكت أبو طالب ، فتكلم عمها وتلجلج وقصر عن جواب أبي طالب وأدركه القطع والبهر ، وكان رجلا عالما ، فقالت خديجة مبتدئة: يا عماه إنك وإن كنت أولى بنفسي مني في الشهود فلست أولى بي من نفسي. قد زوجتك يا محمد نفسي والمهر علي في مالي ، فأمر عمك فلينحر ناقة فليولم بها.

ويروى أن خديجة وكلت ابن عمها ورقة بن نوفل في أمرها ، فلما عاد ورقة إلى منزل خديجة بالبشرى ، وهو فرح مسرور نظرت إليه فقالت: مرحبا وأهلا بك يا ابن عم ، لعلك قضيت الحاجة ؟ قال: نعم يا خديجة يهنئك ، وقد رجعت أحكامك إلي وأنا وكيلك وفي غداة غد أزوجك إن شاء الله تعالى بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم . فلما سمعت خديجة كلامه فرحت وخلعت عليه خلعة قد اشتراها عبدها ميسرة من الشام بخمسمائة دينار.

ولما خطب أبو طالب عليه السلام الخطبة المعروفة ، وعقد النكاح ، قام صلى الله عليه وآله وسلم ليذهب مع عمه أبي طالب ، فقالت خديجة: إلى بيتك ، فبيتي بيتك وأنا جاريتك. وهكذا تزوج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. وكان لهذا الزواج أهمية كبرى في حياته ، لأنه كان فقيرا معدما ماليا ووحيدا ليس له عائلة من جهة أخرى ، وبزواجه المبارك ارتفع الفقر والحرمان ، ووجد من يشاركه همومه ، ويشاوره في أمره ، ويقاسمه مر الحياة وحلوها.1


1- ام المؤمنين خديجة - حسين الشاكري - ص 20 - 32